مخاض المعرفة في تتمة دعاء عرفة (18)
أدعية الشيخ حسن زاده آملي
إذا أردنا النظر في أدعية العرفاء والصوفية فلنأخذ على سبيل المثال أدعية الشيخ حسن زاده آملي المطبوعة في كتابه السير إلى الله باسم (مناجاة عرفانية) حتى يُعرف بوضوح كيفية بيان الأئمة ورصانة المعنى والتعبير عن بيان الصوفية ومعرفتهم.وإنشاء الأدعية من قِبل زاده وغيره مضافاً لما فيه من ضعف المعنى وأسلوب البيان فيه مؤاخذات أخرى ، يقول الشيخ لطف الله الصافي رحمه الله : (إذا أنشأ غيرُ المعصومٍ دعاءً بدون الاقتباس من كلام المعصوم بعينه والاستلهام من ظاهر القرآن والأحاديث والأدعية الصحيحة وأراد أن يُبيِّن وصوله إلى شيءٍ لم يصل إليه الآخرون وأن يقرأ دعاءً ذا مضمونٍ بِكْرٍ ولا أصل لهُ ولا سابقة فإنه حتماً قد وقع في اشتباهٍ بل حتى قد يقع في احتمال خطر الكفر.وبناء على ذلك، يتضح كم هم واقعون بقوة في الاشتباه والغرور أولئك الأشخاص الذين يُنشؤون الدعاء والمناجاة في هذه المطالب من عند أنفسهم ، وهم لا يشغلون أنفسهم بهذه الأمور فقط ، بل إنهم يصبحون محرومين من حقائق الأدعية الوحيانية وفيضِ قراءة الأدعية والمناجاة القرآنية مثل : [رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا]([1]) وجملٍ أخرى كثيرة وأدعيةٍ مثل الأدعية المأثورة عن أهل البيت عليهم السلام . وللأسف ، في زماننا الحاضر يوجدُ بعض المغرورين والقاصرين الذين ينشرون نسخاً لأدعية ومناجاة من عند أنفسهم ، والتي هي من جهاتٍ عقائديةٍ ومعرفيّة مخدوشة ومشوبة بالانحراف ــ ويجب أن تُواجَه وتُمنعَ من الطّباعة والنّشر – أو أنها من جهة ركاكتها وقُبح معانيها ومطالبها يكون نشرُها غير مناسبٍ لأسلوب مذهب أهل البيت عليهم السلام وثقافته العالية)([2]).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) سورة آل عمران:47.
[2] ) مصدر هذا النص المترجم هو كتاب (نيايش در عرفات) لسماحة الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني.