أحياناً يقف الإنسان متأملاً مستغرباً من تصاريف الزمان وتقلبات الأحوال،قبل أيام دخلت إلى أحد مساجد البصرة الذي ألفتُ الصلاة فيه منذ سن الثامنة عشرة،واعتدتُ السؤال فيه من إمام الجماعة.ولربما كنت أكثر المصلين سؤالاً في المسائل الفقهية وغيرها،وكان ذلك الأخ والصديق العزيز في باحة المسجد قبيل صلاة المغرب،وقد تفاجأ برؤيتي وكأنه أخذ يستعيدُ ذاكرته إلى ما قبل عشرين سنة!سبحان الله العظيم تحسبها الأمس القريب الذي لم تبادر شمسه إلى زوال ولا مغيبها إلى احمرار!!
ثم سارع إلى السؤال بحفاوة عن دروسي وشؤوني هناك حيث مشهد الملكوت،ملكوت السماء في فناء صاحب القبة البيضاء في النجف؛لأنه كان يعرف رغبتي في هذا الطريق منذ ذلك الوقت إلى أن انجر الكلام إلى مكانة درس العقائد وأهميته إزاء الدروس الأخرى.
وما كنت أراهُ وأذكرهُ في كل مرة عندما يصيرُ الكلام نحو العقائد ذكرتهُ له بشجى القلب: هو أن المهم في العقائد فرز ما أُلحق بها من مطالب غير صحيحة من ترسبات الفلسفة المشائية والإشراقية ثم صارت تُعد من المسلمات العقدية التي لا تشوبها شائبة ولا ينقصها دليل!
ثم صرتُ أذكر له بعض الأمثلة والشواهد،وكان منه بعد ذلك أن أخذ يسألني سؤال مستفهم عما ذكرته له،وشعرتُ أنه تجول في ذهنه الكثير من الأسئلة التي يحبسها في خلده الاستغراب الشديد مضافاً إلى مداهمة وقت الصلاة؛فما كان مني إلا إحالته لما كتبته في هذا المجال ويمكن تنزيله من خلال النت مثل : (الأسماء والصفات) (الأوهام الفلسفية) (قصة اللامتناهي ما بين الدين والفلسفة)…
ولم يكن ليخطر في ذهني وقتئذٍ وأنا ذلك الشاب المسكين الذي قلما دخل المسجد مجرداً عن الأسئلة أن يبادره بها من كان يسأل منه كثيراً!
ولله المنة والحمد أولاً وآخراً
عرض الرؤى
ترويج منشور
كل التفاعلات:
٧٢طالب علم، وAli Dahi و٧٠ شخصًا آخر