(42) س : ما هو موقف العلماء من الذين يُدرِّسون كتاب فصوص الحكم ؟

 

(42) س : ما هو موقف العلماء من الذين يُدرِّسون كتاب فصوص الحكم ؟

ج : إن العلماء يرون الكتاب المذكور من كتب الضلال والكفر ، وكل من يعمل على شرحه وتدريسه يعدونه من الصوفية الذين يسعون في نشر الانحراف والضلال . ولم يثنِ على هذا الكتاب أو يهتم به شرحاً وتدريساً إلا من كان ذا توجهٍ صوفي .

ومن ضمنهم السيد السيستاني (حفظه الله) الذي لم يؤيد مطالب الفصوص حيث يراه منهجاً في قِبال الآيات والروايات ، وهذا نص ما جاء في الاستفتاء والجواب عليه :

نظرا إلى المطالب المنسوبة إلى حضرتكم في بعض المواقع التي تؤيد العرفان المنسوب لصاحب الفصوص ، نطلب أن تتفضلوا برأيكم بهذا الخصوص.

الجواب :

أما بخصوص المعارف الاعتقادية أكون على منهج أكابر علماء الإمامية قدس الله أسرارهم الذي يكون مطابقا لآيات القرآن الكريم وروايات أهل بيت العصمة والطهارة عليهم الصلاة والسلام ولا أؤيد المنهج المذكور أعلاه([1]).

وأيضا الشيخ الفياض (حفظه الله) له كلمة ألقاها على طلبة البحث الخارج في النجف الأشرف كفَّر فيها ابن عربي لما جاء في هذا الكتاب من معتقدات باطلة مخالفة للتوحيد الذي صدع به القرآن الكريم والسنة المطهرة  : (سمعنا أن في هذه الحوزة المباركة يدرس العرفان على ضوء كتاب ابن عربي،وهذا خطر على الحوزة ولاسيما على شبابنا،فإن كتاب ابن عربي كل من قرأ من هذا الكتاب يعتقد إنه زنديق ولا إيمان له في الله تعالى وتقدس…ومن هنا يكون هذا الدرس خطر على الحوزة ولا سيما على شبابنا،وعلينا أن نكون في يقظة وحذر من هذه الأمور)([2]).

ولا يخفى على كل مطلع أن تدريس هذا الكتاب وشرحه من العلائم والدلالات الواضحة على التصوف بل على الغلو فيه كما يرى السيد محسن الأمين أن كل شخص شرح (فصوص الحكم) لابن عربي من المغالين في التصوف في معرض كلامه عن السيد حيدر الآملي إذ يقول فيه : (ومن أدلة غلوه في التصوف شرحه لفصوص محيي الدين)([3]).

وذكر غلام علي رجائي أن السيد الخميني ألغى درس الفصوص بسبب اعتراضات العلماء : (هناك قضية تعطيل درس تفسير القرآن بعد الثورة حيث لم يعقد الإمام إلا جلسات قليلة ثم ألغاه بسبب اعتراضات بعض العلماء والمراجع وكانت هناك ضغوط من مشهد على أحد الشخصيات البارزة كي يأتي إليه)([4]).

لأنهم يرون تدريس فصوص الحكم هو تفسير للقرآن الكريم ! ولذا  يقول الشيخ حسن زاده آملي : (عندما يُسأل بعض العلماء الكبار الذين يُدرّسون الفصوص القيصرية (شرح القيصري على فصوص الحكم لابن عربي) في شهر رمضان المبارك ، ماذا تفعلون في شهر رمضان فيجيبون مشغولون بتفسير القرآن وهذا صحيح لأن الكتب العرفانية هي تفسير ذاتي للقرآن المجيد … وبعد ذلك نصل للكتب العرفانية التي تكون تفاسير أنفسية (ذاتية) للقرآن مثل كتاب الفتوحات المكية ومصباح الأنس وهكذا الفصوص وتمهيد القواعد.وبتعبير أحد أساتذتنا وهو آية الله رفيعي القزويني أنه إذا قرأ إنسان عالم هذه الكتب لرأى أنها تفسير ذاتي للقرآن)([5]).

إن العلماء لم يرتضوا (فصوص الحكم) ولا يرونه تفسيرا للقرآن الكريم . بل يعدونه مخالفاً له وماسخاً لآياته ، ومن هنا كان لهم موقف الضد من تلك الدروس حيث تكليفهم الشرعي ووظيفتهم تحتم عليهم موقفاً مناهضاً لها ، وإن كان المؤيدون له يحسبون تدريسه من التفسير للقرآن الكريم!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] ) استفتاء بتاريخ ٨ محرم الحرام ١٤٣٣هـ .

[2] ) كلمة بتاريخ 26 ذي الحجة 1432هـ .رابط الفديو :

https://www.youtube.com/watch?v=fDQOtY5PA74

[3] ) أعيان الشيعة،ج6،ص272.

[4] ) قبسات من سيرة السيد الخميني،(القيادة) ص207.

[5] ) في سماء المعرفة،ص50.

Comments (0)
Add Comment