(44) س : ما هو محتوى فصوص الحكم؟
ج : إن فصوص الحكم مبني على وحدة الوجود ، وما لديه من آراء ومعتقدات فيها ضمنه في هذا الكتاب ؛ ولذا كان ابن عربي يؤول الآيات التي لا تنسجم معها ، ويبطل معانيها الصريحة لكي لا تتنافى مع وحدة الوجود ، وخذ على سبيل المثال من الآيات التي مسخ معانيها الصريحة وحملها من المعاني الباطلة :
يقول ابن عربي أن النبي نوح عليه السلام كان راضيا عن قومه وأثنى عليهم بلسان الذم:(فعلم العلماء باللّه ما أشار إليه نوح في حق قومه من الثناء عليهم بلسان الذم)([1]).
ويقول أن النبي موسى عاتب النبي هارون (عليهما السلام) لإنكاره على قومه عبادة العجل وعدم معرفته الحق في كل شيء حيث يقول:(فكان عتب موسى أخاه هارون لما وقع الأمر في إنكاره وعدم اتساعه فإن العارف من يرى الحق في كل شيء بل يراه عين كل شيء)([2]).
ومن هنا لك أن تعرف لو لم يكن في الفصوص إلا ما ذكره في هذين الموضعين لكفى في عده من كتب الانحراف والضلال .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) فصوص الحكم/الفص النوحي،شرح القيصري،ص515.
[2] ) فصوص الحكم/فص حكمة إمامية في كلمة هارونية،شرح القيصري،ص1096.