هل الله تعالى يوصف بالصفات الفعلية قبل تحقق الفعل أم يتوقف وصفه بها على تحقق الفعل؟
ج : بعض الفلاسفة ومنهم جملة من أصحاب الحكمة المتعالية ذهبوا إلى توقف وصف الله تعالى بالصفات الفعلية مثل الخالق والرازق على تحقق الخلق والرزق ولا يصح نعته بها قبل حدوث الفعل.وهذا مخالف لما روي في عدة من النصوص التي تدل على نعت الله بالصفات الفعلية قبل الفعل من ضمنها ما روي عن الإمام الباقر عليه السلام : (وكان عزيزا ولا عز لأنه كان قبل عزه وذلك قوله : [سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ]([1]) وكان خالقا ولا مخلوق)([2]).
وعن الإمام الكاظم عليه السلام : (عالم إذ لا معلوم وخالق إذ لا مخلوق ورب إذ لا مربوب وكذلك يوصف ربنا وفوق ما يصفه الواصفون)([3]).
وعنه عليه السلام : (كان U إلها حيا بلا حياة حادثة ، ملكا قبل أن ينشئ شيئا ومالكا بعد إنشائه)([4]).
وعن الإمام الرضا عليه السلام : (عالم إذ لا معلوم ، وخالق إذ لا مخلوق ، ورب إذ لا مربوب ، وإله إذ لا مألوه وكذلك يوصف ربنا ، وهو فوق ما يصفه الواصفون)([5]).
وقد يُقال كيف يمكن اتصاف الله بالخالق والرازق قبل إيجاد الخلق؟
والجواب : هو أن الله تعالى له معنى الخالق والرازق والربوبية وغير ذلك من حيث شأنه وقدرته على الاتصاف بها فيوصف بها قبل إيجاد الخلق لشأنه وقدرته على ذلك أي لقدرته على الخلق والرزق وسائر الصفات الفعلية.
وللتفصيل أكثر يراجع كتاب الأسماء والصفات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) سورة الصافات:180.
[2] ) توحيد الصدوق،ص67.
[3] ) أصول الكافي،ج1،ص141.
[4] ) توحيد الصدوق،ص141.
[5] ) توحيد الصدوق،ص57.