ما هو دليل استحالة إعادة المعدوم لدى الفلاسفة؟
ج : إن مسألة المعاد الجسماني أثارت شبهة لدى جمهور الفلاسفة مفادها عدم إعادة المعدوم ومن عمدة ما استدلوا به ــ على عدم إعادة المعدوم ــ الخلاء أي تخلل الزمان بين ذات الشيء وهو محال في نظرهم لأنه يلزم منه تقدم الشيء على ذاته ، وإذا ما تُصور حدوثه فهو مثيله أي يماثل المعاد.وبعبارة أخرى استحالة تخلل العدم الزماني بين ذات الشيء وإنما يكون بين شيئين مختلفين[1].ولذا قالوا باستحالة المعدوم .وعند التأمل في دليلهم تجده يساوي ما فرضوه وهو استحالة الخلاء.
وهذه من الأمور التي قدموا فيها متبنياتهم الفلسفية على النصوص الدينية إذ الآيات صريحة في إعادة الأجسام المعدومة وما تصورا استحالته وبطلانه رده القرآن الكريم وأثبته في آيات كثيرة ــ وإن كان يصعب علينا تصوره وتعقله ــ من ضمنها :
[وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا][قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا][أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا]
[وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ][قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ]
[أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ][ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) يقول صاحب المنظومة : إعادة المعدوم مما امتنعا * وبعضهم فيه الضرورة ادعى
فإنه على جوازها حتم * في الشخص تجويز تخلل العدم