(68) س : هل من الضروري أن يتنبه ويحذر القراء للكتب الدينية من آراء الفلاسفة والعرفاء؟
ج : آراء الفلاسفة والعرفاء تغلغلت وانتشرت في كتب التفسير للقرآن والحديث وهي لا تعدو عن كونها من التفسير بالرأي المذموم ، ومعتقداتهم ومتبنياتهم بصورة عامة امتزجت في كتب الدين والمعرفة التي تحمل الطابع الإسلامي ؛ فمن لم تكن لديه معرفة تؤهله للتمييز بين المتبنيات الدخيلة على الإسلام وغيرها خصوصاً فيما إذا كان من طلبة الحوزة يكون في مهب الريح واعتناق الأباطيل من حيث لا يعلم ، والشواهد على ذلك كثيرة جدا . وقد رأيت قنوات لطلبة العلم يجيبون من خلالها على المسائل الكلامية وفق أهل البيت عليهم السلام وكيف أنهم جعلوا قاعدة : (الواحد لا يصدر عنه إلا الواحد) من القواعد الإسلامية الصحيحة مع أنها من الأباطيل التي لا تمت للدين بصلة.
فلا بد من التنبيه إلى أن خطر الفلاسفة والعرفاء في الدين كبير جدا ومتبنياتهم منتشرة في الثقافة الإسلامية ولذا من الضروري الالتفات إلى ذلك وعدم إغفال هذا الجانب . وعليه لم يكن من الصواب في شيء من يحاول التقليل من أهمية الرد عليهم وفرز الدين عن متبنياتهم الدخيلة على الدين لكي يتنبه عامة القراء لذلك.
وقد التجأ بعض ممن يتبنى هذه الاتجاهات ورموزها أن يسلكوا طرقا غير مباشرة في الدفاع عنهم بعد ما خشوا التصريح بتبنيهم مثل التقليل من أهمية الرد على ما في الفلسفة والعرفان من مؤاخذات . ويوجد من يقلل من أهمية مثل هذا العمل لعدم معرفته بخطورة هذه الاتجاهات وما شاع في الثقافة الإسلامية من متبنياتها.