(70) س : هل يصح وصف الأئمة عليهم السلام بالفانين في الله أو القول بصدد الثناء عليهم في وصف حالهم بالفناء بالله؟
ج : إن الغالب فيمن يصف الأئمة عليهم السلام بهذا الوصف يقصد منه معاني صحيحة مثل إخلاص الأئمة عليهم السلام وعصمتهم وعدم مخالفة ما أمر الله به . ولكن يتطلب تجنب مثل هذا الاستعمال لأنه قد يوهم المتلقي بمعانٍ غير صحيحة.
ولم يصف الأئمة عليهم السلام بعضهم لبعض بهذا الوصف ، كما أن مصطلح الفناء في الله من مصطلحات الصوفية ويقصدون منه معاني غير صحيحة شرعاً ، أو مجرد أوهام لا يمكن للمخلوق أن يتصف بها.
يقول أبو حامد الغزالي (ت:505هـ) في تعريف الفناء عند الصوفية : (إن لا يرى في الوجود إلا واحدا وهي مشاهدة الصديقين ، وتسميه الصوفية الفناء في التوحيد لأنه من حيث لا يرى إلا واحدا فلا يرى نفسه أيضا . وإذا لم ير نفسه لكونه مستغرقا بالتوحيد كان فانيا عن نفسه في توحيده ، بمعنى أنه فني عن رؤية نفسه والخلق)([1]).
والسهروردي (ت:632هـ) في عوارفه قسَّم الفناء إلى قسمين : (قد يسمى ترك الاختيار والوقوف مع فعل الله فناء يعنون به فناء الإرادة ، والهوى والإرادة ألطف أقسام الهوى ، وهذا الفناء هو الفناء الظاهر ،أما الفناء الباطن فهو محو آثار الوجود عند لمعان نور الشهود ، يكون في تجلي الذات)([2]).
ويقول القيصري (ت:751هـ) في بيان الفناء عند شرح الفصوص : (المراد منه فناء جهة البشرية في الجهة الربوبية إذ لكل عبد جهة من الحضرة الإلهية)([3]).
وعبد الرزاق الكاشاني في اصطلاحات الصوفية أشار إلى خصائص الفناء : (بزوال الرسوم جميعا بالكلية في عين الذات الأحدية مع ارتفاع الاثنينية وهو مقام المحبوبية)([4]).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) إحياء علوم الدين،ج13،ص158.
[2] ) عوارف المعارف،ص170.
[3] ) مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم،ص146.
[4] ) اصطلاحات الصوفية،ص365.