الأثر الفلسفي والعرفاني عند ابن أبي جمهور الأحسائي (16)
11 ـ أنا النقطة تحت الباء:
نسبه لأمير المؤمنين عليه السلام : (قول علي عليه السلام : (أنا النقطة تحت الباء)([1]).
وفي موضع آخر من المجلي قال : (اعلم أن القائل : (أنا النقطة تحت الباء) هو علي دون غيره من الكمل)([2]).
إن حكاية النقطة تحت الباء نقلها عبد الملك الخركوشي (ت:407هـ) عن رجل أثناء حديثه مع الشبلي : (جاء رجل إلى الشبلي فقال له : ما أنت ؟ وكان هذا دأبه ، فقال : أنا النقطة التي تحت الباء ، فقال له الشبلي : أباد اللّه تعالى شاهدك أو تجعل لنفسك مكانا؟!)([3]).
وعبد الكريم القشيري (ت:465هـ) نسبه للشبلي : (فمن ذلك قول الشبلي : (أنا النقطة التي تحت الباء)([4]).
والغزالي (ت:505هـ) نسبه لرجل أثناء حديثه مع الشبلي كما تقدم نقل الخركوشي : (جاء رجل إلى الشبلي فقال له : ما أنت ؟ وكان هذا دأبه وعادته ، فقال . أنا النقطة التي تحت الباء . فقال له الشبلي . أباد الله شاهدك أو تجعل لنفسك موضعا)([5]).
وممن نسبه للشبلي ابن عربي (ت:638هـ) في الفتوحات المكية : (قيل للشبلي : أنت الشبلي فقال : (أنا النقطة التي تحت الباء)([6]).
وعبد الرزاق الكاشاني (ت:730هـ) نسبه للشبلي في شرحه لتائية ابن الفارض : (قول الشبلي : (أنا النقطة التي تحت الباء)([7]).
ورجب البرسي (ت:813هـ) نسبه لأمير المؤمنين عليه السلام بهذه الصيغة : (أنا النقطة التي تحت الباء المبسوطة ) ثم عقب عليه شارحاً مستشهداً بكلام ابن عربي : (يشير إلى الألف القائم المنبسط في ذاتها ، المحتجب فيها ، ولذلك قال محي الدين الطائي : الباء حجاب الربوبية ، ولو ارتفعت الباء لشهد الناس ربهم تعالى)([8]).
ونسبه السيد حيدر الآملي ـــ من صوفية القرن الثامن الهجري ـــ لأمير المؤمنين عليه السلام ، وقال ورد هذا القول منسوباً إلى الشبلي أيضا : (ورد عن علي عليه السلام أنه قال : (أنا النقطة تحت الباء) وكذلك ورد هذا القول منسوباً إلى الشبلي)([9]).
والقندوزي الحنفي(ت:1294هـ) في ينابيع المودة نسبه لأمير المؤمنين عليه السلام : (قال الإمام علي كرم الله وجهه : أنا النقطة التي تحت الباء)([10]).
وحسن زاده آملي ممن نسبه لأمير المؤمنين عليه السلام : (ظهرت الموجودات عن باء بسم اللّه وأنا النقطة التي تحت الباء)([11]).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) مجلي مرآة المنجي،ج4،ص1330.
[2] ) مجلي مرآة المنجي،ج4،ص1340.
[3] ) تهذيب الأسرار في أصول التصوف،ص423.
[4] ) نحو القلوب،ص60.
[5] ) إحياء علوم الدين،ج11،ص16.
[6] ) الفتوحات المكية،ج1،ص102.
[7] ) شرح تائية ابن الفارض،ص71.
[8] ) مشارق أنوار اليقين،ص29.
[9] ) المقدمات من نص النصوص،ص310.
[10] ) ينابيع المودة،ج1،ص213.
[11] ) ده رساله،ص29.