يقول هنري كوربان في كتابه بالفارسي تاريخ فلسفة إسلامي : (اعتبار مفكري الشيعة تأليفات ابن عربي لهم من الحقائق الأساسية)([1]).
ولو أنه قال عرفاء الشيعة لكان مصيبا فيما قال ـــ لأن غير عرفاء الشيعة لم يعدوا مؤلفات ابن عربي من الحقائق الأساسية ـــ حيث عرفاء الشيعة اعتبروا معتقدات ابن عربي أسس العرفان لديهم لا سيما ملا صدرا الذي كان يعد كلمات ابن عربي بمنزلة النصوص كما وصفه الشيخ المظفر : (تكون عنده من نحو النصوص الدينية والأحاديث القدسية ، كما يرى هو ذلك في كلمات ابن عربي قال في مقدمة العرشية : بل هذه قوابس مقتبسة من مشكاة النبوة والولاية مستخرجة من ينابيع الكتاب والسنة . من غير أن تكتسب من مناولة الباحثين ومزاولة صحبة المعلمين)([2]).
وجوادي آملي يصف خضوع ملا صدرا لابن عربي لم يظهر مثله تجاه أي حكيم أو عارف : (خضوع الملا صدرا الذي لا يوصف تجاه ابن عربي والذي لم يظهر مثله تجاه أي حكيم أو عارف هو شاهد على هذا القول إضافة إلى أن الكثير من مباني (الحكمة المتعالية) مدينة للعرفان الذي يعتبر ابن عربي واضع أسسه)([3]) .
والعارفون من بعده تناولوا فتات مائدته كما صرح بذلك مطهري متحدثا عن ابن عربي : (العارفون من بعده تناولوا فتات مائدته وهو علاوة على هذا من أعاجيب الزمان إنه إنسان عجيب([4]).
وعرفاء الشيعة وغيرهم بصورة عامة لا يرون أنفسهم في غنى عما كتبه ابن عربي كما يقول جوادي آملي : (حماة حدود الأسرار والعارفين بلغتها لا يرون أنفسهم في غنى عن ورثة ابن عربي)([5]).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) تاريخ فلسفة إسلامي،ص468
[2] ) المقدمة الكاملة للأسفار،ص24.
[3] ) نداء التوحيد،ص90.
[4] ) الكلام والعرفان،ص99.
[5] ) نداء التوحيد،ص100