الأثر الفلسفي والعرفاني عند ابن أبي جمهور الأحسائي22 مدح الشبلي والسري وغيرهم

 

الأثر الفلسفي والعرفاني عند ابن أبي جمهور الأحسائي (22)

مدح الشبلي والسري وغيرهم ويقول إنهم مستغرقون في بحار معرفة أمير المؤمنين عليه السلام!

 

 يَعُدُّ ابن أبي جمهور بعض مشايخ الصوفية من الموحدين ويقول إنهم مستغرقون في بحار معرفة أمير المؤمنين ومشهوده ومغرقين في تيار علومه وحكمه : (كل عاقل يعرف بعقله أن علي بن أبي طالب عليه السلام سيد الموحدين وقطب العارفين ورئيسهم ومقدمهم ، والشبلي والجنيد ومعروف الكرخي والسري السقطي وغيرهم من المشايخ مستغرقين في بحار معرفته وشهوده ومغرقين في تيار علومه وحكمه)([1]).

ومما يُؤاخد على كلامه هو أنه هذا الكلام لا دليل عليه ، وأن الصوفية لديهم متبنيات ومعتقدات لم تعرف عن أهل البيت عليهم السلام . بل كانوا يذمون الصوفية ويحذرون منهم لأنهم اتجاه بعيد عن تعاليم الإسلام .وقد كان الصوفية الذين عاصروا الأئمة عليهم في منأى عنهم مثل رابعة العدوية والحسن البصري وسفيان الثوري . بل كان البصري من مبغضي أمير المؤمنين ، وقد ذمه عليه السلام ، وتوجد له مجادلات مع الأئمة وقد طعنوا فيه وبينوا سقم ما عليه . وأيضا الثوري نقل الشيخ الكليني مجادلاته غيره من الصوفية للأئمة عليهم السلام.ولم يُعرف عن الصوفية ملازمتهم وإتباعهم الأئمة عليهم السلام ؛ فما ذكره الأحسائي مجرد ادعاء لا دليل ولا  واقع له ، وهو خلاف ما عليه هؤلاء. ولا يذهب عليك أنه لا يثني على هؤلاء أحد وينسب معرفتهم لأمير المؤمنين عليه السلام إلا من كان ذا أثر صوفي.

ـــــــــــــــــــــــــ

[1] ) مجلي مرآة المنجي،ج4،ص1340.

 

Comments (0)
Add Comment