إذا كانت الفلسفة سيئة لِمَ لم ينه الأئمة عنها؟

 

إذا كانت الفلسفة سيئة لِمَ لم ينه الأئمة عنها؟

ويمكن الإجابة عن ذلك بثلاثة أجوبة كل واحد منها كافٍ في المقام :

الجواب الأول :

توجد عدة أحاديث عن أئمة الهدى صلوات الله عليهم في ذم الفلسفة فيكون أصل الاعتراض غير صحيح  ، ولا نسلم  بعدم وجود الأحاديث في ذمها .

الجواب الثاني :

إن الفلسفة بالرغم من ترجمة بعض كتبها كان في زمن بني أمية إلا أنها لم تكن منتشرة ولذا لم تكن محل اهتمام المسلمين ورد الأئمة (عليهم السلام) المتقدمين عليها،وإنما انتشرت في زمن الدولة العباسية بعد ما تبنت السلطة العباسية ترجمتها والترويج لها .

ولم يردع عنها الأئمة اللاحقون عليهم السلام لأنها تمثل المواجهة مع السلطة إذ يكفي فيمن نقض الفلسفة الوشاية به إلى الحاكم كما كان من أمر هشام بن الحكم فقد روي عن يونس بن عبد الرحمن ، قال : كان يحيى بن خالد البرمكي قد وجد على هشام بن الحكم شيئا من طعنه على الفلاسفة ، وأحب أن يغري به هارون ويضريه على القتل. اختيار معرفة الرجال،ص114.

الجواب الثالث :

وهو جواب نقضي إذ إن المستشكلين يقولون لو كانت الفلسفة سيئة لصدرت فيها الأحاديث الناهية والمحذرة من الأئمة (عليهم السلام) . ومما ينقض به عليهم قلب مؤدى الإشكال : لو كانت الفلسفة مهمة وضرورية كما تصورونها لورد فيها من الأحاديث المؤيدة لها والحاثة على تعليمها وتعلمها مما يعني نفس غض الطرف عنها من قِبل الأئمة  هو كاشف عن سوئها ؛ إذ لو كانت نافعة خصوصا في أمر الدين لم يتجاهلها الأئمة ناهيك عن الأحاديث الطاعنة فيها.

وإذا ما لاحظنا أصحاب الأئمة وتلامذة أصحابهم في الرد على الفلسفة من خلال مصنفاتهم ، وعدم الميل لها والتصنيف فيها ينكشف لنا جليا ما كان عليه الأئمة  من موقف رافض للفلسفة وخط الفلاسفة فإياك أن تنحدر ضمن هذا الخط؟   

وعجبا أن يتبنى المنتمون لأهل البيت ما أعرض عنه أئمتهم ويكون لديهم محل افتخار وتعال على حديثهم ونورهم صلوات الله عليهم.

وتفصيل الكلام في هذه الأجوبة ذكرته في (التيار الفلسفي في حوزة قم المقدسة) تحت عنوان : (إذا كانت الفلسفة سيئة لِمَ لم ينه الأئمة عنها ؟ وأحاديث في ذمها).

وأصل السؤال يتطلب من يجهل الإجابة عنه أن يستفهم ويطلب له جواباً لا أن عدم معرفته يصيغها على نحو الإشكال!  

Comments (0)
Add Comment