الأثر الفلسفي والعرفاني عند ابن أبي جمهور الأحسائي(37) نقل كلام ابن عربي في الأسماء والصفات
نقل كلام ابن عربي في الأسماء تحت عنوان : (المراتب الثلاثة للأسماء عند الشيخ الأعظم) مع أن الأسماء والصفات من الأمور الخطيرة التي لا ينبغي أن تؤخذ إلا من أهل البيت عليهم حيث يقول : (قد أشار الشيخ ابن الأعرابي إلى المراتب الثلاثة : فأسماء الذات : الله الرب الملك القدوس السلام، المؤمن المهيمن العزيز الجبار، المتكبر ، العلي العظيم ، الظاهر ، الباطن ، الأول ، الآخر ، الكبير ، الجليل. المجيد ، الحق ، المبين ، الواحد ، الماجد ، الصمد ، المتعالي ، الغني ، النور، الوارث ، ذو الجلال ، الرقيب . وأسماء الصفات : الحي ، الشكور ، القهار ، القاهر ، المقتدر ، القوي ، القادر ، الرحمن ، الرحيم ، الكريم ، الغفار، الغفور ، الودود ، الرؤوف ، الحليم ، الصور ، البر ، العليم ، الخبير ، المحصي ، الحكيم ، الشهيد ، السميع ، البصير . وأسماء الأفعال : المبدئ ، الوكيل ، الباعث ، المجيب ، الواسع ، الحسيب ، المقيت ، الحفيظ ، الخالق ، البارئ ، المصور ، الوهاب، الرزاق ، الفتاح ، القابض ، الباسط ، الخافض ، الرافع ، المعز ، المذل ، الحكيم ، العدل ، اللطيف، المعيد ، المحيي ، المميت ، الوالي ، التواب ، المنعم ، المنتقم ، المقسط ، الجامع ، المغني، المانع ، الضار ، النافع ، الهادي ، البديع ، الرشيد)([1]).
وفي موضع آخر من المجلي نقل كلام ابن عربي في علم الله ويصفه بالسر تحت عنوان : (علم الحق تعالى في كلام ابن العربي) حيث يقول : (قد أشار إلى هذا السر الشيخ في فتوحاته في قوله : وأما المثال الذي عليه وجد العالم كله من غير تفصيل فهو العلم القائم بنفس الحق تعالى؛ فإنه – سبحانه – علمنا بعلمه بنفسه وأوجدنا على حد ما علمنا ونحن على هذا الشكل المعين في علمه . ولو لم يكن الأمر كذلك لأخذنا هذا الشكل بالاتفاق لا عن قصد؛ لأنه لا يعلمه . وما يمكن أن تخرج صورة في الوجود بحكم الاتفاق، فلولا أن هذا الشكل منه لكان من غيره ، وقد ثبت أنه كان ولاشيء معه ، فلم يبق إلا أن يكون ما برز مما عليه في نفسه من الصور منه . فعلمه بنفسه بنا أزلاً لا عن عدم ، فعلمه بنا كذلك ، فما لنا الذي هو عين علمه بنا قديم بقدم الحق ؛ لأنه لا صفة له ولا تقوم بنفسه الحوادث جل عن ذلك)([2]).
توجد أخبار تدل على أن الله تعالى علمه بما يكون قبل كونه ، كعلمه به بعد كونه ؛ فقد روى الشيخ الكليني بعضها في أصول الكافي([3]) منها رواه عن الإمام الباقر عليه السلام : (كان الله عز وجل ولا شيء غيره ولم يزل عالماً بما يكون ، فعلمه به قبل كونه كعلمه به بعد كونه)([4]).
فإن كان ما نقله عن ابن عربي موافقاً لما روي عن أهل البيت عليهم السلام فيتطلب الإشارة إلى ذلك ، وإن كان لم يُذكر في حديث أهل البيت عليهم السلام ولو مضموناً فلا قيمة له ، ولا يصح نعته بالسر خصوصاً فيما إذا كان الكلام في الأسماء والصفات ؛ لأنها من المطالب الخطيرة في الدين فلا بد من التقيد فيها بما روي عن أهل البيت عليهم السلام ، وما ذُكر عند غيرهم أقل ما يُقال فيه أنه لا دليل عليه ولا قيمة له.
ـــــــــــــــــــــــــ
[1] ) مجلي مرآة المنجي،ج2،ص756.
[2] ) مجلي مرآة المنجي،ج5،ص1698.الفتوحات المكية،ج1،ص119.
[3] ) أصول الكافي،ج1،ص107.باب : (صفات الذات).
[4] ) أصول الكافي،ج1،ص107