(18) س :ما هو رأي العلامة الحلي في الفلسفة ؟

(18) س :ما هو رأي العلامة الحلي في الفلسفة؟

ج : إن العلامة الحلي عند تقسيم العلوم من حيث الحكم ذهب إلى حرمة تعلم الفلسفة لغير النقض عليها حيث يقول : (العلم إما فرض عين أو فرض كفاية أو مستحب أو حرام … والحرام : ما اشتمل على وجه قبح ، كعلم الفلسفة لغير النقض ، وعلم الموسيقى وغير ذلك مما نهى الشرع عن تعلمه ، كالسحر ، وعلم القيافة والكهانة وغيرها)([1]).

ويقول أيضاً : (الذين يجب جهادهم قسمان مسلمون خرجوا عن طاعة الإمام وبغوا عليه وكفار وهم قسمان أهل كتاب أو شبهة كتاب كاليهود والنصارى والمجوس وغيرهم من أصناف الكفار كالدهرية وعباد الأوثان والنيران ومنكري ما يعلم ثبوته من الدين ضرورة كالفلاسفة وغيرهم )([2])

والعلامة الحلي ردَّ الكثير من المتبنيات الفلسفية مثل قاعدة : (الواحد لا يصدر عنه إلا الواحد) حيث ذهب إلى بطلانها عند شرحه لقول الخواجة : (عمومية العلة تستلزم عمومية الصفة) أقول : يريد بيان أن الله تعالى قادر على كل مقدور وهو مذهب الأشاعرة وخالف أكثر الناس في ذلك فإن الفلاسفة قالوا إنه تعالى قادر على شيء واحد لأن الواحد لا يتعدد أثره وقد تقدم بطلان مقالتهم([3]).

وأيضاً مما قاله العلامة الحلي في إبطال قاعدة الواحد قوله : (يلزم لو كان المؤثر موجباً وأما إذا كان مختاراً فلا فإن المختار تتعدد آثاره وأفعاله وسيأتي الدليل على أنه مختار)([4]).

وردَّ (المقولات العشر) ويرى الوقوف عليها من أعسر الأمور : (المقولات العشرة هي الأجناس العالية ولا جنس سواها والوقوف على ذلك من أعسر الأمور . وواحدة من هذه العشرة جوهر والتسعة الباقية أعراض وصدق العرض عليها صدق العارض على معروضه لا صدق الجنس على أنواعه لأن معنى العرض هو العروض للشيء وهو نسبة العارض إلى المعروض فهو متأخر والجزء متقدم ولأن كثيراً من المقولات نعلم حقائقها ونشك في عرضيتها فلا يكون العرض جنسا)([5]).

ويرى العلامة الحلي لا دليل على انحصار المقولات في عدد معين سوى الاستقراء غير التام حيث يقول في انحصار المقولات : (لا دليل على ذلك سوى الاستقراء الذي ليس بتام)([6]).

 ومن نقضه على قاعدة : (الشيء ما لم يجب لم يوجد) : (لزم خروج الواجب عن كونه قادراً ، ويكون موجباً .وهذا هو الكفر الصريح ، إذ الفارق بين الإسلام والفلسفة هو هذه المسألة)([7]).

وردَّ على قدم العالم حتى أنه كفر القائلين به كما جاء في سؤال السيد المهنا العلامة الحلي قائلاً : ما يقول سيدنا في من يعتقد التوحيد والعدل والنبوة والإمامة لكنه يقول بقدم العالم ، ما يكون حكمه في الدنيا والآخرة . بين لنا ذلك أدام اللَّه سعدك وأهلك ضدك .

فأجاب العلامة الحلي : من اعتقد قدم العالم فهو كافر بلا خلاف ، لأن الفارق بين المسلم والكافر ذلك ، وحكمه في الآخرة حكم باقي الكفار بالإجماع([8]).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] ) تذكرة الفقهاء،ج9،ص37.

[2] ) تذكرة الفقهاء،ج9،ص41.

[3] ) كشف المراد،ص308.

[4] ) كشف المراد،ص186.

[5] ) الجوهر النضيد،ص31.

[6] ) نهاية المرام في علم الكلام،ج ٢،ص400.

[7] ) نهج الحق،ص125.

[8] ) أجوبة المسائل المهنائية،ص88.

 

Comments (0)
Add Comment