المتخصص الأكاديمي مثقف في مجال تخصصه

 

المتخصص الأكاديمي هو مثقف في مجال تخصصه،وفي غير تخصصه يكون أمياً لا يعرف شيئاً إلا في حدود اطلاعه إن كان له اطلاع فيه.وهذا الاطلاع البسيط لا يسمح له بالتنظير والنقض والتصحيح في غير مجاله إلا أنه مما يثير الاستغراب تجد بعض الأكاديميين يُنظر في أصول الدين وفروعه وكأن تخصصه في مجال ما يتيح له التنظير في الدين فتجده يفرض تصوراته وقناعاته على أنها تمثل محكمات القرآن وامتداد رسالة النبوة.
وأغلب هؤلاء ذهب ضحية دعوى الانفتاح والتحرر الفكري فغدا فريسة سهلة لأمنيات ليست في محلها على طريقة علي شريعتي الذي أصبح قدوةً للأكاديمي الذي لم يعرف قدر نفسه ويقحمها بأمور لم تكن من شأنها ودونك كتبه التي كانت محل انتقاد وازدراء علماء الدين ولم تعجب إلا من يجذبه زخرف القول،وما قيمة الكاتب إذا لم يرتضه المتخصصون فيما كتب؟! (شخصت جملة من هفواته في كتاب:علي شريعتي مفكرٌ أم منحرفٌ)
وخذ أيضا بعض الأكاديميين الذين يخرجون على قناة كربلاء وغيرها كيف أنهم يقعون في هفوات بسيطة ويطغى عليهم التفكير الشعبي الدارج،ولم يتوقع غير ذلك من كل شخص يهتف بما لا يدرك.
وأقترح على قناة كربلاء وكل قناة تجلب الأكاديميين للتحدث في الدين أن تختار الأكاديمي الذي له دراسة معتد بها من سني عمره في الحوزة أو أنه على اطلاع ودراية تامة فيما يقول،وهذه مهمة جدا صعبة حيث تحتاج إلى شخص ذي دراية يوافق على قبول المتحدث أو إمضاء برنامجه قبل العرض.
وأنا لست بصدد انتقاد الأكاديميين أبداً إذ قد يساء الظن فيما أقول بالرغم من وضوحه،وإنما في خصوص من يضع نفسه فيما لا يليق ويتكلم كيف ما يصبو.
نصيحتي لهذا الصنف من الأكاديميين أن ينشغلوا في تخصصهم لعلهم يصلحون شيئاً من المستويات المتدنية لدينا في العلوم الطبيعية وغيرها قياساً بتقدم الغرب إذ ليس من الصحيح أن تعيش مجتمعاتنا هذا الفارق الشاسع لعقود أخرى،أو لعلهم يحسنون من التصنيف العلمي لجامعاتنا بدلاً من أن تكون في نهاية التصنيف العالمي والعربي للجامعات.
والمعضلة أن التقدم الصناعي في دول الغرب أثر سلباً على بسطاء المسلمين حتى حسبوا أن تأخرهم الصناعي والعمراني نتيجة لإسلامهم وتدينهم!
وفي الواقع أنها مسؤولية ملقاة على عاتق الأكاديميين لا شأن لها بالدين ولا بالمتدينين.
Comments (0)
Add Comment