قرأت بعض الكتب العالمية التي تُرجمت إلى عدة لغات وطبع منها ملايين النسخ في العالم ومن ضمنها:
1 ــ العادات السبع للناس لستيفن كوفى.
منهجية الكتاب تدور حول تصحيح التصورات الذهنية لكي تنعكس على التوجهات والسلوكيات خارجا؛فبعد ما يكتسب الإنسان العادات القويمة يمكنه الانطلاق لتحقيق التفوق على مستوى الظاهر.
2 ــ فن اللا مبالاة لمارك مانسون.
وغايته أن يجعل الشخص يتعامل مع المعاناة والعوائق بشكل أفضل ويحولها إلى طاقة ومصدر إلهام ونجاح.
3ــ كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس لديل كارنيجي.
يتحدث عن فنون كسب الأصدقاء والتأثير في الناس،وفحوى ما ذكره يدور حول الآداب وحسن الخلق تجاه الآخرين ومراعاة اهتماماتهم وتطلعاتهم.
4 ــ الأب الغني والأب الفقير لروبرت تي كيوساكي.
لب الكتاب يتمحور حول الثراء وتنمية المال من خلال إيجاد الفرص واستثمارها وعدم تهيب كسب الصفقات المؤاتية.
5 ــ الرجال من المريخ والنساء من الزهرة لجون غراي.
وفحواه أن لكل من الرجال والنساء عالمه المستقل به ومن أجل تحقيق الوئام بين أفراد العالمين يتطلب تقدير كلا الطريفين لعالم شريكه من خلال بيان الأفكار وما يختلج في النفس بصورة أفضل وفهم عبارات الآخرين بشكل مناسب.
وتعد هذه الكتب من كتب التنمية البشرية ، وهي لا تخلو من فائدة إلا أن فيها الكثير من التنظير الذي لا يلامس صفحات الواقع . وبصورة عامة المشترك الجامع لهذه الكتب حول أفق علاقة الإنسان مع نفسه ومع الآخرين.ولكنها لا ترقى إلى فتات ما روي عن أئمة أهل البيت عليهم السلام في مضمار علاقة الإنسان مع نفسه ومع الآخرين وخير من جمع الأحاديث المختصة في هذين الجانبين الحر العاملي عليه الرحمة في (وسائل الشيعة) حيث صنفها في أبواب جهاد النفس وآداب العِشرة ضمن موسوعته الكبيرة.
والحمد لله أن وفقني قبل سنتين تقريبا إلى استلال هذه الأبواب في كتاب مستقل مضيفا على هامشها شروحات العلماء فيما أبهم من معناها وأشكل من مبناها مع تعليقات طفيفة منبها فيها على فوائد تناسب المرام.
وتلك الكتب بمجموعها لا ترقى إلى صفحة واحدة مما جاء في (نهج البلاغة) و (غرر الحكم) في ذات نفس الموضوع فأين ما جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام في هذين الكتابين حول خفايا النفس الإنسانية وقواها إلى جنب علاقة الإنسان مع غيره سواء كان أخا في الدين أو نظيرا في الخلق.
إن ستيفن كوفى صاحب كتاب العادات السبع وصف عبارة:(أفعل للآخرين ما تحب يفعل معك) بالقاعدة الذهبية،ص227
مع أن مضمون هذه القاعدة روي في النصوص الدينية كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام في غرر الحكم:(أعدل السيرة أن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به) وكم له من نظير في أحاديث أهل البيت عليهم السلام.
وقد أقر مؤلف كتاب العادات السبع أنه قرأ كتب الأديان واقتبس منها حيث يقول:(كنت أقتبس بعض الكلمات من الكتب الدينية الخاصة بتلك الديانات) العادات السبع،ص377
فمما لا شك فيه أن هذه إحدى اقتباساته من الأديان،ولو أنه اطلع على (غرر الحكم ودرر الكلم) لوصف كل عبارة فيه بالقاعدة الذهبية.
ومن هنا لنا أن نقول من المؤسف جدا أن تترجم تلك الكتب إلى عدة لغات ويطبع منها ملاين النسخ في العالم ودرر أمير المؤمنين عليه السلام إلى زماننا هذا حبيسة لغات معدودة ولم تنتشر في أرجاء العالم.
وأتصور هذه من الوظائف الملقاة على عاتق المغتربين في العالم الذين يحملون هموم فكر أهل البيت عليهم السلام لا سيما طلبة العلوم الدينية والمراكز الثقافية حيث يتطلب منهم ترجمت هذا الضياء ونشره في العالم وإيصاله إلى المؤلفين البارزين والشخصيات المؤثرة في تلك البلاد.