خرافات فلسفية (13)
خرافة تعمق أصحاب الاتجاه الفلسفي
روي في الكافي وتوحيد الصدوق عن الإمام السجاد عليه السلام : (إن الله عز وجل علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون فأنزل الله تعالى :[ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ]([1]) والآيات من سورة الحديد إلى قوله : [وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ]([2])فمن رام وراء ذلك فقد هلك)([3]).
حسِب بعض أصحاب المسلك الفلسفي أن هذا الحديث فيهم خاصة من بعد ما خالوا أنفسهم من أهل التعمق !
وهذه هو دأبهم وسيرتهم حين التعامل مع القرآن والحديث يجترون النصوص ويقربونها للمعاني الفلسفية المتداولة لديهم ، ومن ثم يعدونها من التفسير لتلك النصوص ، وكان الأجدر بهم أن يسموها بتفسير النصوص الدينية للفلسفة أو يسموها وضع المفاهيم الفلسفية إلى جنب النصوص الدينية بالرغم من عدم إمكان التوافق بينهما كما فعلوا بهذا الحديث وحازوه إلى جنبتهم ببساطة ظريفة.
ولو كان الحديث في الفلسفة لم يرد فيه : (في آخر الزمان) لأن الفلسفة متقدمة على الخبر بأكثر من سبعمائة سنة فلا يستقيم معها التعبير بآخر الزمان.
يقول العلامة المجلسي : (متعمقون) : أي ليتعمقوا فيه أو لا يتعمقوا كثيرا بأفكارهم بل يقتصروا في معرفته سبحانه على ما بين لهم ، أو يكون لهم معيارا يعرضون أفكارهم عليها ، فلا يزلوا ولا يخطأوا ، والأوسط أظهر ، وآيات الحديد مشتملة على دقائق المعرفة([4]).
وعلق السيد هاشم الحسيني الطهراني على الحديث قائلا : وغيرهما من الآيات ليتعمقوا ويتفكروا فيها ويعرفوا ربهم ويستغنوا عن وصف الواصفين وأقاويل المتكلمين المتكلفين وكلمات المتفلسفين([5]).
ولربما يمكن أن يُقال أن الخبر يتحدث عن نضوج العقول وتعمقها في آخر الزمان مما يجعلهم يقفون على بعض أسرار تلك الآيات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) سورة الإخلاص : 1
[2] ) سورة الحديد : 6 .
[3] ) أصول الكافي،ج1،ص139.التوحيد،ص283.
[4] ) مرآة العقول،ج1،ص328.
[5] ) من تعليقه على توحيد الصدوق،ص284 .