ما معنى قدس الله سره أو روحه ومن أين جاء هذا التعبير؟
روي في كتاب (اختيار معرفة الرجال) المعروف برجال الكشي عن الإمام الصادق عليه السلام متحدثا عن أحد أصحاب أبي الخطاب الذي كان من الغلاة:(لا قدس الله روحه ولا قدس مثله)
ومن خلال مفهوم المخالفة نفهم أنه يوجد من يُقدِّس الله روحه نظير الآية المباركة:[فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ] التي تدل على وجود من تبكيه السماء والأرض كما روت المصادر الشيعية والعامية بكاء السماء والأرض على الإمام الحسين والنبي يحيى عليهما السلام.
و(قدس الله سره) مفادها الدعاء.أما (سره) فيمكن أن يراد بها الروح لأنها من أمر الله:[وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا] باعتبار حقيقة الروح من أمر الله وسر تعجز البشرية عن معرفة كنهه؛ولذا العلماء أحيانا يقولون:(قدس الله روحه) بدل سره أو يقولون:(سره) ويقصدون روحه مع ملاحظة وجود أحاديث كثيرة تدل على جواز نقل الحديث بالمعنى.
ولا يضر وجود هذا التعبير عند الصوفية لأنهم يقصدون به شيئا آخر غير المعنى المراد عند العلماء وخلافنا مع الصوفية من حيث المعنى لا مجرد اللفظ.
يوجد من يعيب على العلماء استعمال هذا التعبير مع أن له أصل في حديث أهل البيت عليهم السلام.
هشام كاظم
النجف الأشرف