ما معنى الحديث المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام:(ليس العلم في السماء فينزل إليكم ولا في تخوم الأرض فيخرج لكم ولكن العلم مجبول في قلوبكم تأدبوا بآداب الروحانيين يظهر لكم)؟
بداية الخبر لم يرد في المصادر الحديثية وإنما نقله الفيض الكاشاني في (الحقائق في محاسن الأخلاق) و (قرة العيون) من غير سند ولم يشر للمصدر الذي نقل منه.
ونقله أبو حامد الغزالي في (إحياء علوم الدين) باختلاف يسير ما هذا نصه:(وفي بعض الكتب السالفة : يا بني إسرائيل لا تقولوا : العلم في السماء من ينزل به إلى الأرض ولا في تخوم الأرض من يصعد به ولا من وراء البحار من يعبر يأتي به العلم مجعول في قلوبكم ، تأدبوا بين يدي بآداب الروحانيين وتخلقوا لي بأخلاق الصديقين أظهر العلم في قلوبكم حتى يغطيكم ويغمركم).
وتوجد مصادر صوفية أقدم من الإحياء نقلته.وهم من ديدنهم التمسك بهذه الأخبار لأن منهجهم قائم على التزكية والإشراق كما يدعون.
وبالنسبة إلى معناه يوجد له معنى صحيح نظير:[وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ] لأن بعض المعلومات لا يحصل عليها الإنسان بالتعلم المعهود وإنما بتوفيق الله وهدايته لليقين والخشية وما الله جل شأنه أعلم به .