هل الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء متأثر بالفلسفة والعرفان؟

 

هل الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء متأثر بالفلسفة والعرفان؟
هو من المؤيدين للفلاسفة والعرفاء ولا يذكر رموزهم إلا بالإجلال والإكبار والمدافعين عن مطالبهم ومتبنياتهم مثل:(الواحد لا يصدر عنه إلا الواحد) واصفا إياها بالقاعدة الجليلة وأن التوحيد للحق وما يليق به لا يتم إلا من خلال هذه القاعدة حيث يقول:(هذه القاعدة الجليلة هي من مهمات المسائل الحكمية وأمهاتها وان ناقش فيها بعض الحكماء والأكابر من المتقدمين والمتأخرين،ولكن حقاً أقول إن التوحيد الحق لحضرة الحق جل وعلا وما يليق بوحدانية ذاته المقدسة الأحدية بل أصل وجوب الوجود للواجب تعالى شأنه لا يتم إلا بهذه القاعدة).الفردوس،ص37
وهو من المؤيدين لحكاية العقول العشرة :(ذهب المشاؤون ــ وهم طائفة من الحكماء ورئيسهم المعلم الأول أرسطو ــ إلى حصر العقول الكلية في العشرة وليس المراد الكلي المفهومي بل الكلي الوجودي ويسمونه على اصطلاح الحكماء برب النوع) الفردوس الأعلى،ص32
ويرى أن جميع مطالب الفلاسفة مأخوذة من أهل البيت عليهم السلام : (اعلموا بالقطع واليقين أن أغلب مطالب الحكماء بل جميعها مأخوذة من كلمات أرباب الوحي وأمناء العصمة سلام الله عليهم) الفردوس،ص42
ويرى أن مطالب الفلاسفة مساعدة لفهم كلمات أهل البيت عليهم السلام حيث يقول : (الظاهر بل اليقين أن أقوى المساعدات وأعد الأسباب والموجبات للوصول إلى مقاصد امناء الوحي وكلمات الأنبياء والأوصياء عليهم السّلام انما هو فهم كلمات الحكماء المتشرعين).الفردوس،ص42
ويثني على وحدة الوجود وابن عربي ناعتا إياه بالنبوغ : (الذي طفح وطغى في كلمات العرفاء الشامخين ومشايخ الصوفية السالكين والواصلين هو وحدة الوجود ووحدة الموجود أيضاً ، وكانت هذه الكلمة العصماء يلوح بها أكابر العرفاء والأساطين في القرون الأولى كالجنيد والشبلي ، وأبا يزيد البسطامي ، ومعروف الكرخي ، وأمثالهم حتى وصلت إلى الحلاج وأقرانه إلى أن نبغ في القرون الوسطى محي الدين العربي وتلميذاه القونوي والقيصري فجعلوها فناً من الفنون والمؤلفات الضخام كالفتوحات المكية وغيرها ، والمتون المختصرة كالفصوص والنصوص التي شرحها ونقحها صدر الدين القونوي ، وانتشرت وعند عرفاء القرون الوسطى من العبر كابن الفارض وابن عفيف التلمساني وغيرهما).الفردوس الأعلى،ص208
ويرى ابن عربي ممن رفع الأستار عن الأسرار : (قد رفع الكثير منهم حجب الأستار عن هذه الأسرار حتى أن محي الدين العربي عبر عن كل هذا بتغيير كلمة في البيت المشهور وفي كل شيء له آية * تدل على أنه واحد فقال : (تدل على أنه عينه).الفردوس الأعلى،ص211
ويبرر قول (أنا الحق) ونحوه بتوغل الغرام وتوقد شعلة المعرفة فلم يضبطوا عقولهم أي أن أصل إشكاله عند التلفظ وإذاعة الأسرار كما عبر المبررون لهذه الأقوال : (إن بعض المتطرفين المتوغلين في الغرام والهيام والشوق إلى ذلك المقام الأسمى قد توقدت شعلة المعرفة في قلوبهم فلم يستطيعوا ضبط عقولهم وألسنتهم فصدرت منهم شطحات لا تليق بمقام العبودية مثل قول بعضهم (أنا الحق) (وما في جبتي إلا الحق) وأعظم منها في الجرأة والغلظ والشطط قول بعضهم (سبحاني ما أعظم شأني) وهذه الكلمات قد حملها الثابتون منهم على أنها صدرت من البعض حالة المحو لا حالة الصحو ، وفي مقام الفناء في الذات ، لا في مقام الاستقلال والثبات ، ولو صدرت في غير هذه الحال لكانت كفراً ، على أن المنقول عن الحلاج أنه قال للذين اجتمعوا على قتله اقتلوني فأن دمي لكم مباح لأني قد تجاوزت الحدود ومن تجاوز الحدود (أقيمت عليه الحدود) ولكن العارف الشبستري التمس العذر لهذه الشطحات وجملها على أحسن وجه.الفردوس الأعلى،ص218
هذه بعض الشواهد على تأثره الفلسفي والعرفاني ولست بصدد إحصائها أجمع.
Comments (0)
Add Comment