بيتان قالهما حسان بن ثابت بحق أمير المؤمنين في غزوة بني النضير

 

بيتان قالهما حسان بن ثابت بحق أمير المؤمنين في غزوة بني النضير:
لله أي كريهة أبليتها*ببني قريظة والنفوس تطلع
أردى رئيسهم وآب بتسعة*طورا يشلهم وطورا يدفع.
وقد أوجز في هذين البيتين أعظم ما فعله أمير المؤمنين عليه السلام إذ روى الشيخ المفيد رحمه الله في الإرشاد : لما توجه رسول الله صلى الله عليه وآله إلى بني النضير ، عمل على حصارهم ، فضرب قبته في أقصى بني حطمة من البطحاء . فلما أقبل الليل رماه رجل من بني النضير بسهم فأصاب القبة ، فأمر النبي صلى الله عليه وآله أن تحول قبته إلى السفح ، وأحاط به المهاجرون والأنصار . فلما اختلط الظلام فقدوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقال الناس : يا رسول الله ، لا نرى عليا ؟ فقال عليه وآله السلام : (أراه في بعض ما يصلح شأنكم) فلم يلبث إن جاء برأس اليهودي الذي رمى النبي صلى الله عليه وآله ، وكان يقال له عزورا ، فطرحه بين يدي النبي عليه وآله السلام . فقال له النبي صلى الله عليه وآله : كيف صنعت ؟ فقال : إني رأيت هذا الخبيث جريئا شجاعا ، فكمنت له وقلت ما أجرأه أن يخرج إذا اختلط الظلام ، يطلب منا غرة ، فأقبل مصلتا سيفه في تسعة نفر من أصحابه اليهود ، فشددت عليه فقتلته ، وأفلت أصحابه ، ولم يبرحوا قريبا ، فابعث معي نفرا فإني أرجو أن أظفر بهم . فبعث رسول الله صلى عليه وآله معه عشرة فيهم أبو دجانة سماك بن خرشة ، وسهل بن حنيف ، فأدركوهم قبل أن يلجوا الحصن ، فقتلوهم وجاؤوا برؤوسهم إلى النبي صلى الله عليه وآله فأمر أن تطرح في بعض آبار بني حطمة . وكان ذلك سبب فتح حصون بني النضير.الإرشاد:ج1،ص92
يبدو أن أبا الحسن صلوات الله وسلامه عليه لم تطب نفسه في تلك الليلة من غير أن يطرح رأس الذي رمى قبة النبي بين يديه.
Comments (0)
Add Comment