النمرقة الوسطى ما بين الغلو والتقصير(33)
من معاني التقصير الواضحة
إن الغلو توجد له معاني واضحة لا تردد في نسبتها إليه لمخالفتها للضرورات الدينية والأخبار الكثيرة التي نصت على أنها من الغلو ، وكذلك التقصير توجد له معاني بارزة ، لأن الأخبار الكثيرة دالة على إثبات تلك المعاني والتقصير قائم على نفيها والجحود بها ؛ فمن جهةٍ الأخبار في مقام الإثبات ، ومن جهة ثانية لا دليل على النفي ، ومن جهة ثالثة الإمكان والوقوع لا يأبى ما دلت عليه الأخبار لعدم تعارضها مع الضرورات الدينية ، ومن جهة رابعة امتناع الوقوع غير عاضد للنفي أي أن النفي لا ينسجم مع الضرورات الدينية . ومن أبرز معاني التقصير الواضحة :
1 ـ جحود الإمامة.
2 ـ جحود العصمة.
3 ـ جعل مقام الأئمة دون مقام الأنبياء عليهم السلام ما عدا الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله.
4 ـ إنكار اطلاعهم على الغيب بتعليم الله عز وجل.والأخبار التي تنفي اطلاعهم على علم الغيب هي تنفي اطلاعهم بغير تعليم الله عز وجل.
5 ـ نفي الولاية التكوينية عن الأئمة والتي مفادها التصرف في الخلق والكون بإذن الله.وبعض الأخبار التي يُستظهر منها النفي هي تنفي التصرف من غير إذن الله تعالى.
6 ـ نفي صدور المعاجز والكرامات عن الأئمة عليهم السلام.
7 ـ جحود نزول الخير بواسطتهم.
8 ـ جحود خلق الخلق بسببهم.
إن المنكر لأحد هذه الأمور لم يكن مقصرا فحسب وإنما إنكاره يدل على أنه لم ينتهج منهجا علميا يسير عليه لأن لكل واحد منها تواجد روايات كثيرة مستفيضة تدل عليه إذا لم نقل متواترة.
وإليك بيانها على نحو الاختصار :
1 ـ جحود الإمامة
إن الأخبار النبوية التي تدل على إمامة الأئمة الاثني عشر كثيرة جدا في مصادر الخاصة والعامة ويمكن تصنيفها إلى ثلاثة أقسام رئيسة :
القسم الأول : ما دل على الرجوع لأهل البيت مثل حديث الثقلين وحديث السفينة وحديث باب حطة :
أما بالنسبة لحديث الثقلين قد أجمعت المصادر الشيعية على (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) ، أما مصادر العامة التي روت (كتاب الله وعترتي) فهي مصادر كثيرة أقتصر على بعضها : مسند أحمد مروي بثلاث طرق عن أسود بن عامر حديث (10681) وعن أبي نضر حديث (10707) وعن ابن نمير حديث (10799) . المستدرك على الصحيحين حديث (4553).سنن الترمذي عن نصر بن عبد الرحمن حديث (4155) وعن علي بن المنذر حديث (4157) . السنن الكبرى لنسائي ج5،ص45 . المعجم الكبير للطبراني حديث ((2678)) . مسند ابن أبي شيبة ج1، ص546 . مسند أبي يعلى ج3،ص297 . ذخائر العقبى ج1،ص16 . سمط النجوم العوالي ج1،ص402 . الطبقات الكبرى لابن سعد،ج2،ص194 . تاريخ دمشق ،ج220 . سير أعلام النبلاء ،ج9،ص365 . أسد الغابة ،ج1،ص260.تاريخ اليعقوبي،ج1،ص 149 . البداية والنهاية،ج5،ص209.
وأما ما ورد في مصادرهم بلفظ (أهل بيتي) :
صحيح مسلم،حديث (2408).مسند أحمد،حديث(18464).مسند ابن أبي شيبة،حديث(514).صحيح ابن خزيمة،حديث(2166).المعجم الكبير للطبراني،حديث(5026).سنن الدارمي،حديث(3379).السنن الكبرى للبيهقي،ج5،ص148.تاريخ دمشق،ج19،ص258.
وقال ابن حجر الهيتمي في هذا الحديث الشريف : في رواية صحيحة ((إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن تبعتموهما وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي)) زاد الطبراني إني سألت ذلك لهما فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم وفي رواية كتاب الله وسنتي وهي المراد من الأحاديث المقتصرة على الكتاب لأن السنة مبينة له فأغنى ذكره عن ذكرها.ثم اعلم أن لحديث التمسك بذلك طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا ومر له طرق مبسوطة في حادي عشر الشبه ــ أي في الشبهة الحادية عشر التي ذكرها في كتابه ـــ وفي بعض تلك الطرق انه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة وفي أخرى أنه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه وفي أخرى أنه قال ذلك بغدير خم وفي أخرى أنه قاله لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف كما مر ولا تنافي إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهمتاما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة وفي رواية عند الطبراني عن ابن عمر آخر ما تكلم به النبي ((أخلفوني في أهل بيتي)) وفي أخرى عند الطبراني وأبي الشيخ ((إن لله U ثلاث حرمات فمن حفظهن حفظ الله دينه ودنياه ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله دنياه ولا آخرته))
قلت : ما هن ؟
قال : ((حرمة الإسلام وحرمتي وحرمة رحمي)) وفي رواية للبخاري عن الصديق رضي الله عنه من قوله يا أيها الناس ارقبوا محمدا في أهل بيته أي احفظوه فيهم فلا تؤذوهم وأخرج ابن سعد والملا في سيرته أنه قال:((استوصوا بأهل بيتي خيرا فإني أخاصمكم عنهم غدا ومن أكن خصمه أخصمه ومن أخصمه دخل النار)) وأنه قال : ((من حفظني في أهل بيتي فقد اتخذ عند الله عهدا))([1]).
وصححه الألباني أيضاً وقال فيه : الحديث صحيح ، فإن له شاهدا من حديث زيد بن أرقم قال : قام رسول الله ‘ يوما فينا خطيبا بماء يدعى ((خما)) بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال : ((أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به)) فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال : ((وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي)) . أخرجه مسلم (7/ 122 – 123) والطحاوي في مشكل الآثار ( 4 / 368 ) و أحمد ( 4 / 366 – 367 ) وابن أبي عاصم في (السنة) (155 و1551) والطبراني (5026) من طريق يزيد بن حيان التميمي عنه. ثم أخرج أحمد (4/371) والطبراني (5040) والطحاوي من طريق علي بن ربيعة قال :
لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار أو خارج من عنده فقلت له : أسمعت رسول الله ‘ يقول : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ؟
قال : نعم . وإسناده صحيح ، رجاله رجال الصحيح ، وله طرق أخرى عند الطبراني (4969 – 4971 و 4980 – 4982 و 5040) وبعضها عند الحاكم (3/109 و 148 و533 ) . وصحح هو والذهبي بعضها .
و شاهد آخر من حديث عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا : ((إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي الثقلين أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض)) . أخرجه أحمد (3 / 14 و17 و26و59) وابن أبي عاصم (1553و1555) والطبراني (2678 – 2679) والديلمي (2/1/45) وهو إسناد حسن في الشواهد وله شواهد أخرى من حديث أبي هريرة عند الدارقطني (ص529) والحاكم (1/ 93) والخطيب في ((الفقيه)) و((المتفقه)) (56/1) وابن عباس عند الحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي وعمرو بن عوف عند ابن عبد البر في ((جامع بيان العلم)) (2/ 24، 110) وهي وإن كانت مفرداتها لا تخلو من ضعف فبعضها يقوي بعضا وخيرها حديث ابن عباس ثم وجدت له شاهدا قويا من حديث علي مرفوعا به أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (2/307) من طريق أبي عامر العقدي:حدثنا يزيد بن كثير عن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي مرفوعا بلفظ : … كتاب الله بأيديكم وأهل بيتي .
ثم بعد تخريج هذا الحديث بزمن بعيد كتب علي أن أهاجر من دمشق إلى عمان ثم أن أسافر منها إلى الإمارات العربية أوائل سنة (1402) هجرية فلقيت في (قطر) بعض الأساتذة والدكاترة الطيبين ، فأهدى إلي أحدهم رسالة له مطبوعة في تضعيف هذا الحديث فلما قرأتها تبين لي أنه حديث عهد بهذه الصناعة وذلك من ناحيتين ذكرتهما له الأولى :
أنه اقتصر في تخريجه على بعض المصادر المطبوعة المتداولة ولذلك قصر تقصيرا فاحشا في تحقيق الكلام عليه وفاته كثير من الطرق والأسانيد التي هي بذاتها صحيحة أو حسنة فضلا عن الشواهد والمتابعات كما يبدو لكل ناظر يقابل تخريجه بما خرجته هنا ..
الثانية :
أنه لم يلتفت إلى أقوال المصححين للحديث من العلماء ولا إلى قاعدتهم التي ذكروها في مصطلح الحديث : أن الحديث الضعيف يتقوى بكثرة الطرق ، فوقع في هذا الخطأ الفادح من تضعيف الحديث الصحيح .
وكان قد نمى إلى قبل الالتقاء به واطلاعي على رسالته أن أحد الدكاترة في (الكويت) يضعف هذا الحديث وتأكدت من ذلك حين جاءني خطاب من أحد الإخوة هناك يستدرك علي إيرادي الحديث في (صحيح الجامع الصغير) بالأرقام
(2453و 2454و2745 و 7754) لأن الدكتور المشار إليه قد ضعفه وأن هذا استغرب مني تصحيحه !
ويرجو الأخ المشار إليه أن أعيد النظر في تحقيق هذا الحديث وقد فعلت ذلك احتياطيا فلعله يجد فيه ما يدله على خطأ الدكتور وخطئه هو في استرواحه واعتماده عليه وعدم تنبهه للفرق بين ناشئ في هذا العلم ومتمكن فيه وهي غفلة أصابت كثيرا من الناس اللذين يتبعون كل من كتب في هذا المجال وليست له قدم راسخة فيه.([2]) انتهى كلامه
وعلي هذا حديث ((كتاب الله وعترتي)) متواتر عن الفريقين ولا يمكن لأحدٍ إنكاره ، نعم قد تأول بعض العامة في تفسيره من كونه لا يدل إلا على المودة والحب للعترة ^ ولا شأن لنا بتأويله الذي لا يصمد أمام النقد ، حيث إن الحديث النبوي الشريف يقول : ((ما أن تمسكتم)) فهو واضح بالتمسك والإتباع للكتاب والعترة ولا يقتصر على المودة إلى غير ذلك من الشواهد التي في سردها خروج عن أصل الموضوع.
أما لفظ ((وسنتي)) فقد ورد في بعض مصادر العامة ولكن بطرق معدودة جداً
وأما بالنسبة إلى حديث السفينة فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله : (مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق)([3]).
رسول الله صلى الله عليه وآله : (يا علي أنا مدينة الحكمة وأنت بابها… مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق)([4]).
وفي مصادر العامة فقد رواه الحاكم النيسابوري : عن أبي ذر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : (مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق) وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه([5]).
ورواه الخطيب البغدادي عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : (إنما مثلي ومثل أهل بيتي كسفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق)([6]).
ورواه الطبري باختلاف يسير في ذخائر العقبى : (مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تعلق بها فاز ، ومن تخلف عنها زج في النار)([7]).
وأما حديث باب حطة فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله : (مثل أهل بيتي فيكم كمثل باب حطة في بني إسرائيل الذي من دخله
غفرت ذنوبه واستحق الرحمة والزيادة من خالقه ، كما قال عز وجل : (ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين)([8]).
ومن العامة رواه الطبراني في المعجم الكبير : (مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح في قوم نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك ومثل باب حطة في بني إسرائيل)([9]).
وهذه عبارة عن أمثلة لما جاء في المصادر ولست بصدد تتبع جميع صيغ الحديث وتخريجه من مصادره.
القسم الثاني ما دل على إمامة أمير المؤمنين خاصة مثل حديث الغدير وحديث المنزلة . أما حديث الغدير فهو من الأحاديث المتواترة في مصادر المسلمين ولا ينكره أو يشكك فيه إلا جاهل أو معاند عن قبول الحق حتى إن الذهبي بعد ما روى حديث الغدير قال عنه : (هذا حديث حسن عال جدا ، ومتنه فمتواتر)([10]).
وبعد ما علم المخلفون أن لا سبيل إلى إنكاره حاولوا حرف معناه والتصرف في مغزاه فقالوا يدل على المحبة والمودة ولا يدل على الخلافة!
ولكن هل يعقل أن رسول الله جمعهم على هذا الحال ليقول لهم : إني أحبُ علياً! ولو كان ذلك مراده لسخروا وكانت كلمات التعجب والاعتراض يضج بها أغلب الجمع ولم يبادروا إلى أمير المؤمنين بتهنئته بإمرة المؤمنين ولم يقل فيه حسان بن ثابت أصبحت..
فحديث الغدير لم يكن ذا نصا لفظيا في الدلالة فحسب وإنما كانت تكتنفه واقعة عظيمة تدل على خطب جسيم نزل الوحي بتبليغه ولذا أمر رسول الله بلحوق من تأخر ورجوع من تقدم من الحجاج على ما بهم من جهد ومشقة في ظهيرة الحجاز ذات يوم قائظ شديد الحر حتى كان بعضهم يلف رداءه على قدميه من شدة الرمضاء([11]).
فسبحان الله العليم الحكيم الذي أمر بالتبليغ في واقعة عظيمة وجمع غفير ولذا لم يتواتر عن المسلمين حديث كحديث الغدير ولم يأمر بتبليغه في حدث عابر كسائر الأيام فمن لم يفقه الحديث ويفهم معناه حينها يفكر بما اكتنفه من حدث عظيم لعله يتفطن إلى مغزاه فقد كان فيما اكتنفه من خطب جليل رسالة للأجيال المتعاقبة تبُطل كل الشكوك المُثارة عن حرف معناه.
وأما حديث المنزلة فهو من الأخبار المستفيضة في مصادر المسلمين جميعا أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لأمير المؤمنين عليه السلام : (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)[12]. ودلالته ليست على الوصية والخلافة فحسب وإنما يدل على الأفضلية وعلى قربه ومكانته من رسول الله صلى الله عليه وآله وأي دلالة تدل على هذه أوضح من إنزاله من نفسه منزلة هارون من موسى؟!
القسم الثالث ما دل إمامة الأئمة الاثني عشر وهو يمكن جعله في صنفين الأول ما دل على لفظ الأئمة الاثني عشر من غير ذكر أسمائهم والآخر ما جاء فيه التنصيص على الأسماء :
الصنف الأول :
عن رسول الله صلى الله عليه وآله : (لا يزال هذا الدين صالحا لا يضره من عاداه أو من ناواه حتى يكون اثنا عشر أميرا كلهم من قريش)([13]).
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي الأئمة الراشدون المهتدون المعصومون من ولدك أحد عشر إماما ، وأنت أولهم ، آخرهم اسمه اسمي يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا([14]).
وفي مصادر العامة :
عن عبد الملك سمعت جابر بن سمرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يكون اثنا عشر أميرا فقال كلمة لم اسمعها فقال أبي أنه قال كلهم من قريش([15]).
عن رسول الله صلى الله عليه وآله : (لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش)([16]).
وعن حصين عن جابر بن سمرة قال دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه وآله فسمعته يقول إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضى فيهم اثنا عشر خليفة قال ثم تكلم بكلام خفي علي قال فقلت لأبي ما قال ؟ قال كلهم من قريش([17]).
وعن سماك بن حرب قال سمعت جابر بن سمرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة ثم قال كلمة لم أفهمها فقلت لأبي ما قال فقال كلهم من قريش([18]).
وفي سنن أبي داوود : (لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة)([19])
هذه بعض الأخبار ولست بصدد إحصائها.
وأما الصنف الآخر : الذي جاء فيه النص على أسماء الأئمة عليهم السلام فقد جاءت فيه أخبار كثيرة رواها الشيخ الكليني رحمه الله في الجزء الأول من أصول الكافي ، والشيخ الخزاز القمي ــ من علماء القرن الرابع الهجري ــ في : (كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) الصواعق المحرقة،ج1،ص440 .
[2] ) السلسلة الصحيحة،ج4،ص260.
[3] ) غيبة النعماني،ص51.أمالي الطوسي،ص349.
[4] ) أمالي الصدوق،ص342.
[5] ) المستدرك على الصحيحين،ج2،ص343.ورواه الطبراني في المعجم الأوسط،ج5،ص355.
[6] ) تاريخ بغداد،ج12،ص90.
[7] ) ذخائر العقبى،ج1،ص89.
[8] ) غيبة النعماني،ص51.
[9] ) المعجم الكبير،ج3،ص46.
[10] ) سير أعلام النبلاء،ج8،ص335.
[11] ) كما روى الشيخ المفيد رحمه الله : (أكثرهم ليلف رداءه على قدميه من شدة الرمضاء) . الإرشاد،ج1،ص175.
[12] ) المصادر التي روته كثيرة جدا،انظر على سبيل المثال من مصادر الخاصة : أمالي الصدوق،ص238،إرشاد المفيد،ج1،ص8.ومن مصادر العامة : صحيح البخاري،ج5،ص129.صحيح مسلم،ج7،ص120.السنن الكبرى للنسائي،ج5،ص44.
[13] ) الخصال،ص473.
[14] ) غيبة النعماني،ص94.
[15] ) صحيح البخاري،ج8،ص127.
[16] ) صحيح مسلم،ج6،ص4.
[17] ) صحيح مسلم،ج6،ص3.
[18] ) صحيح مسلم،ج6،ص3.
[19] ) سنن أبي داوود،ج2،ص309.