النمرقة الوسطى ما بين الغلو والتقصير(38) جحود المناقب عمدا وقصورا

النمرقة الوسطى ما بين الغلو والتقصير(38)

جحود المناقب عمدا وقصورا

إن جحود مناقب أهل البيت عليهم السلام عن علم وعمد يدل على حقيقة البغض والنصب ، بل هو من معاني البغض والنصب ، أما جحود المناقب قصورا عن غير عمد وإن كان أهون من الجحود عمدا إلا أنه لا يخلو من محاذير مثل الانقياد للجهل والخوض بغير علم ، ورد الأحاديث المتضمنة للمناقب فقد روي عن سفيان بن السيط قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك إن الرجل ليأتينا من قبلك فيخبرنا عنك بالعظيم من الأمر فيضيق بذلك صدورنا حتى نكذبه . قال : فقال : أبو عبد الله عليه السلام أليس عنى يحدثكم ؟ قال : قلت : بلى . قال : فيقول : لليل إنه نهار وللنهار إنه ليل ؟ قال : فقلت له :  لا . قال : فقال : رده إلينا فإنك إن كذبت فإنما تكذبنا([1]).

عن الإمام الباقر عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : (إن حديث آل محمد صعب مستصعب لا يؤمن به إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان ، فما ورد عليكم من حديث آل محمد صلى الله عليه وآله فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه ، وما اشمأزت منه قلوبكم وأنكرتموه فردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى العالم من آل محمد وإنما الهالك أن يحدث أحدكم بشيء منه لا يحتمله ، فيقول : والله ما كان هذا والله ما كان هذا ، والإنكار هو الكفر)([2]).

عن الإمام الصادق عليه السلام قال : (إن حديثنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلا صدور منيرة أو قلوب سليمة أو أخلاق حسنة)([3]).

وعنه عليه السلام : (ما جاءكم عنا مما يجوز أن يكون في المخلوقين ولم تعلموه ولم تفهموه فلا تجحدوه ردوه إلينا ، وما جاءكم عنا ولا يجوز أن يكون في المخلوقين فاجحدوه ولا تردوه إلينا)([4]).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] ) بصائر الدرجات،ص557.

[2] ) أصول الكافي،ج1،ص401.

[3] ) أصول الكافي،ج1،ص401.

[4] ) إثبات الهداة،ج5،ص390.

Comments (0)
Add Comment