س : (8) هل يوجد تشابه بين العرفاء والوهابية ؟
إن عرفاء الصوفية لديهم مطالب استندوا فيها إلى أوهامهم وأسلافهم من الصوفية فلا يُستعبد أن يتفقوا مع الوهابية في بعض المعتقدات والمرتكزات ، وإليك على سبيل المثال ما توهمه بعض العارفين من أن التوسل يتعارض مع التوحيد . وهذا عين ما ذهب إليه الوهابية حيث عدوا التوسل من الشرك ويتنافى مع التوحيد ، كما توهم أبو حنيفة قول الإمام الصادق عليه السلام في التوحيد من الشرك ! روى أبو الفتح الكراجكي (ت:449هـ) في كنز الفوائد وعنه الحر العاملي في الوسائل والعلامة المجلسي في البحار : أن أبا حنيفة أكل طعاما مع الإمام الصادق جعفر بن محمد عليهم السلام فلما رفع الصادق عليه السلام يده من أكله قال الحمد لله رب العالمين اللهم هذا منك ومن رسولك صلى الله عليه وآله فقال أبو حنيفة أبا عبد الله أجعلت مع الله شريكا فقال له ويلك فإن الله تعالى يقول في كتابه : [وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ]([1]). ويقول في موضع آخر : [وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ]([2]).
فقال أبو حنيفة والله لكأني ما قرأتهما قط من كتاب الله ولا سمعتهما إلا في هذا الوقت فقال أبو عبد الله عليه السلام بلى قد قرأتهما وسمعتهما ولكن الله تعالى أنزل فيك وفي أشباهك : [أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا]([3]) وقال : [كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ]([4])([5]).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) سورة التوبة:74.
[2] ) سورة التوبة:59.
[3] ) سورة محمد:24.
[4] ) سورة المطففين:14.
[5] ) كنز الفوائد،ص196.