(17) س : هل الفلاسفة والعرفاء أكثر معرفة في التفسير والكلام من الفقهاء؟

 

(17) س : هل الفلاسفة والعرفاء أكثر معرفة في التفسير والكلام من الفقهاء؟

الجواب : إن من الأمور التي أشاعها أصحاب الاتجاه الفلسفي والعرفاني هو أن الفقهاء ليست لديهم معرفة إلا بالأحكام الشرعية ، ولا يمكن أن يُرجع إليهم في التفسير وعلم الكلام حتى أصبحت هذه الثقافة من المرتكزات الشائعة في الوسط الشيعي إلى حدٍ ما ، مع أن الفقهاء أجدر وأولى من الفلاسفة والعرفاء في فهم الآيات ومطالب علم الكلام لأنهم أكثر تقيداً بالضوابط والموازين الشرعية بخلاف هذين الاتجاهين (الفلسفي والعرفاني) حيث يتخذان جانب التأويل وتحميل النصوص ما لا تحتمل من المعاني ؛ فيتبنيان متبنيات لا صلة لها بالتفسير والكلام ويعدانها منهما.

والسيد الخوئي خير مثال على ما للفقهاء من دراية في مجال التفسير والكلام فما كتبه في تفسير البيان هو شاهد على ما أقول ناهيك عن جزالة البيان والدقة في التعبير وكيفية عرض البحث والاسترسال في حيثياته . وبالنسبة للكلام فتجد في موسوعته الفقهية والأصولية عشرات المباحث الكلامية وقد كان من حقها أن تُجمع وتُفرد في كتاب مستقل منذ زمن بعيد([1]) . وعند مقارنتها بما كتبه أصحاب الاتجاهات الأخرى يتبين الصادق من الكاذب وزور المدعى من جلاء الحقيقة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] ) جُمعت تلك البحوث في كتاب وطُبعت مؤخرا.

Comments (0)
Add Comment