(19) س : ما هو سبب انحراف أصحاب العرفان والتجائهم إلى تحضير الجن والعلوم الغريبة ؟
الجواب : إن أصحاب الاتجاه العرفاني يحسبون الإنسان عندما يقضي شطرا في السير والسلوك بحسب ما يصطلحون عليه سوف يختلف تماما عن سائر المؤمنين ويصفو ذهنه إلا من الله تعالى وكما يعبرون : (نفي الخواطر) ، ويكون في صلاته خاشعا منقطعا على نحو الدوام وسترتفع عنه الحجب ويشاهد ملكوت السموات ويعرف المغيبات ويرى الناس على حقيقتهم ، ونحو هذه الأماني التي لا تقربهم من الله عز وجل . ولكن بعد أن تمضي السنون تلو السنين ولم يجنوا من مسلكهم ما كانوا يتوقعون إلا الأوهام وخيبة الآمال ، يستعيضون عن خطئهم وندمهم بتحضير الجن والعلوم الغريبة ونحو ذلك ، ولربما ينحرفوا عن الدين بسبب ما حصل لديهم من شبه ومعتقدات ، ثم يلعنوا من كان سببا في ذلك ألف لعنة ولكن بعد ما احتجب عن الدين بألف بدعة وحجاب.
والأحرى بهم أن يتنبهوا ويكفوا علهم يتداركوا ما وقعوا به من زلل ، حيث من نعم الله عز وجل على الإنسان أن ينبهه على أخطائه خيرا له من المضي والإصرار على الانحراف إلى آخر حياته.