حضرة الموقر التنويري ! توجد أمور بدائية لا بد لك أن تعرفها قبل ما تقحم نفسك عالم التنوير فمن تلك البدائيات التي يُفترض لم تغب عن عقلك المتنور والمتحرر من قيود الظلام أنه ثمة فرف بين نقل الراوي وبين فهمه فعلى سبيل المثال إذا قال الراوي هَمَّ الإمام الحسين عليه السلام أن يفعل كذا أو كاد أو أراد أن يفعل كذا أول شيء لك أن تعرفه أن هذا فهم الراوي ولم يكن من قول الإمام وليس لك أن تحتج علينا بفهم الراوي الذي بعد ذلك فهمت أنت صحته وواقعيته!
الزلل المنهجي الفظيع الذي وقع به التنويريون هو أنهم يفترضون نتائج ومفاهيم مسبقة ثم يستدلون على صحتها وواقعيتها بشواهد ضعيفة سندا ودلالة ولم تسلم من التعارض ولذا تلاحظ عليهم عدم الإحاطة بحيثيات الموضوع والنتائج المترتبة عليه.