التقية التي كان يعيشها الأئمة عليهم السلام جعلت بعض شيعتهم يجهل معرفتهم وإمامتهم،يقول الشيخ المفيد عليه الرحمة:كانت إمامة الحسين عليه السلام بعد وفاة أخيه بما قدمناه ثابتة ، وطاعته لجميع الخلق لازمة ، وإن لم يدع إلى نفسه عليه السلام للتقية التي كان عليها ، والهدنة الحاصلة بينه وبين معاوية بن أبي سفيان فالتزم الوفاء بها ، وجرى في ذلك مجرى أبيه أمير المؤمنين عليه السلام وثبوت إمامته بعد النبي صلى الله عليه وآله مع الصموت ، وإمامة أخيه الحسن عليه السلام بعد الهدنة مع الكف والسكوت ، وكانوا في ذلك على سنن نبي الله صلى الله عليه وآله وهو في الشعب محصور ، وعند خروجه مهاجرا من مكة مستخفيا في الغار وهو من أعدائه مستور . فلما مات معاوية وانقضت مدة الهدنة التي كانت تمنع الحسين ابن علي عليهما السلام من الدعوة إلى نفسه ، أظهر أمره بحسب الإمكان ، وأبان عن حقه للجاهلين به حالا بحال ، إلى أن اجتمع له في الظاهر الأنصار . فدعا عليه السلام إلى الجهاد وشمر للقتال ، وتوجه بولده وأهل بيته من حرم الله وحرم رسوله نحو العراق ، للاستنصار بمن دعاه من شيعته على الأعداء.الإرشاد،ج2،ص30