مخاض المعرفة في تتمة دعاء عرفة (7)
خلو النسخ المتعددة يساوي المجيء في نسخة
إن من الأمور المتعارفة وقوع النقيصة والزيادة في مصادر الحديث والأدعية وحتى كتاب (الكافي) لم يخل من النقيصة على بعض النسخ ووقوع الزيادة على بعضها الآخر ، ولا يمكن وضع الزيادة وعدم الأخذ بها لخلو بعض النسخ منها . وعليه مجيء التتمة على نسخة دون غيرها ليس بالشيء العزيز الوقوع ولا بالغريب المستنكر الورود . والشيء المهم الذي يتطلب إلفات النظر إليه عدم الاغترار بتعداد النسخ التي لم يرد فيها ، لأن ذلك كله يساوي المجيء على إحدى النسخ ؛ فما بالك فيما لو جاءت التتمة على أحد نسخ الإقبال ولم ترد في نسخة أخرى ولم ترد في كتاب آخر لنفس المصنف ومن الطرائف تعداد أكثر من كتاب لم ترد فيه التتمة حتى لو كان بعضها لابن المصنف وطلبته وكأنه فاتهم أن هؤلاء نقلوا عن نسخة ولم ينقلوا عن غيرها . ولربما كان السبب في النقل عن نسخة معينة لشهرتها أو لميزة أخرى مما يجعلها محلاً للنقل دون سائر النسخ.
وبعبارة مختصرة لا تغتر وتنخدع بحشد عدد من الكتب خلت من التتمة لأن ذلك كله لا يعدو سوى المجيء على بعض النسخ وما ذلك بعزيز الوقوع.