مخاض المعرفة في تتمة دعاء عرفة (11)

مخاض المعرفة في تتمة دعاء عرفة (11)

خلو المناجاة الخمسة عشر من الصلاة على محمد وآله

إن من أهم الاعتراضات على نسبة المناجاة للإمام السجاد عليه السلام هو خلوها من الصلاة على النبي وآله لأن أدعية الأئمة عليهم السلام تشتمل عليها كما هو سائد في أدعية الصحيفة السجادية.

والمناقشة في ذلك هو أن بعض الأدعية المروية عن الأئمة عليهم السلام لم يرد فيها الصلاة على النبي وآله ،  بما في ذلك بعض أدعية الصحفية السجادية ، مثل : (دعاؤه لولده) (دعاؤه في كيد الأعداء) (من دعائه في الرهبة) (من دعائه في التضرع والاستكانة) (من دعائه في التذلل لله عز وجل). وكما يقول التنكابني خلو المناجاة الخمسة عشر عن الصلوات لم يكن بلا نظير : (لا يضر عدم وجود صلوات فيها وليس هذا بلا نظير وقد بنى العلماء على قراءة مثل هذه الأدعية)([1]).

وبعضهم رد الإشكال بأن المناجاة تختلف عن الدعاء بإمكان خلوها من الصلاة على النبي وآله بخلاف الدعاء . ولكن مع خلو بعض الأدعية من الصلاة لا وجه للتفريق ولا داعي للرد على الإشكال من أساس حيث ينتفي بخلو بعض بالأدعية ومناجاة الصحيفة من الصلاة. 

والقول بحذف الصلاة على النبي وآله من المناجاة تقية ، أو بسبب المخالفين لأهل البيت عليهم السلام ، ونحوهما من الاحتمالات أولى وأقرب من التشكيك في نسبتها بسبب خلوها من الصلاة. بل إن الاستفهام عن خلوها من الصلاة ومعرفة سبب ذلك أولى من جعله إشكالاً في نسبة المناجاة ، وكم هم أولئك الذين يطرحون تساؤلاتهم وما التبس عليهم بصورة إشكالات وإثارات والأولى بهم إبداؤها على نحو الاستفهام لا على نحو التشكيك وغيره.

من آراء العلماء في المناجاة الخمسة عشر

المجلسي الأب :

يقول المجلسي الأب كما تقدم ذكر كلامه : (روي عن سيد الساجدين عليه السلام خمس عشر مناجاة ينبغي للسالك أن يداوم عليها وهي مشهورة بين الناس حتى أنه قلما يكون له معرفة بالخط لا يوجد عنده ومجموع ذلك بمحض تأييد الله وتأييد سيد المرسلين والأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين)([2]).

حبيب الله الخوئي:

حبيب الله الخوئي في شرحه لنهج البلاغة يقول : (فعليك بتلك المناجاة الخمس عشرة سيما مناجاة العارفين ومناجاة المحبين منها فإنها جلاء للقلوب)([3]).

السيد علي صاحب الرياض :

 نقل آقا بزرك في الذريعة عن بعض تلاميذ السيد علي الطباطبائي صاحب رياض المسائل أنه كان يداوم على المناجاة منذ سنين عديدة : (حكى بعض تلاميذ الأمير سيد علي صاحب الرياض عنه أنه كان يقول مرارا إني أداوم على تلك المناجاة منذ سنين عديدة فتح الله بها على قلبي من أنوار الحكمة والمعرفة والمحبة ما لا يحصى وجربتها في استجابة الدعاء)([4]).

السيد الخوئي والشيخ جواد التبريزي :

إن السيد الخوئي في صراط النجاة قال بجواز قراءة المناجاة الخمسة عشر بقصد الورود لا بنية رجاء المطلوبية ، ووافقه الشيخ جواد التبريزي حيث جاء في السؤال (994) : أي من الأدعية والزيارات التالية ثابتة وصحيحة في نظركم (كميل ، الافتتاح ، أبو حمزة الثمالي ، المناجاة الخمسة عشر ، الزيارة الجامعة) ؟

باسمه تعالى : : جميع هذه الأدعية والزيارات مما يصح الإتيان به بقصد الورود ، والله العالم([5]).

وعدم كون المناجاة من الصحيفة لا يدل على نفي نسبتها عن الإمام السجاد عليه السلام ، كما توهم بعضهم نفيها عن أصل الصحيفة السجادية ينفي نسبتها للإمام السجاد عليه السلام ، مع أنه لا ملازمة بينهما لأن أدعية الإمام السجاد لم تنقل كلها في الصحيفة السجادية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] ) قصص العلماء،ص241.

[2] ) روضة المتقين،ج13،ص129.

[3] ) منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة،ج19،ص284.

[4] ) الذريعة،ج22،ص239.

[5] ) صراط النجاة،ج5،ص306.

Comments (0)
Add Comment