(75) س : هل الفلسفة والعرفان هما ضروريان في معرفة الله تبارك وتعالى

 

(75) س : هل الفلسفة والعرفان هما ضروريان في معرفة الله تبارك وتعالى .

ج : معرفة الله تبارك وتعالى تؤخذ من النصوص الدينية أما الفلسفات الدخيلة على الإسلام ـــ مثل الفلسفة والعرفان أو كما يقال فلسفة المشاء والإشراق ـــ فهي تتحدت عن معبود آخر.ولو كانت ضرورية أو لها دور مهم في  معرفة الله تعالى لدعا إليها الأئمة عليهم السلام،ولم يعرضوا عنها ويحذروا منها ، وعلى ذلك دأب العلماء في التحذير والمواقف الصارمة نحوها.

ولا يخفى أن القول بأن الفلسفة والعرفان ضروريان في معرفة الله هي من الدعاوى التي تلمع صورة هذه الفلسفات كما ادعي بأن الفلسفة من العلوم الآلية التي لها مدخلية في فهم النصوص . وبطلان ذلك واضح لمن لديه أدنى اطلاع ، حيث حاول أصحاب الفلسفة التأويل للنصوص الدينية والتوفيق ما بينها وما بين الفلسفة ولم يجنوا من ذلك التوفيق سوى الإتيان بمعانٍ دخيلة على الدين!

 وكما ادعي في تلميع صورة الفلسفة عند نعتها بـ : (الفلسفة الإسلامية)، والواقع يكذب ذلك حيث المطالب الفلسفية المتداولة عند أصحاب الاتجاه الفلسفي هي ذات مطالب اليونان ؛ ولهذا كان يقول الشيخ المظفر : (الفلسفة ليس فيها طابع ديني ولا تسلك مسلكا معينا أو تتبع دينا بخصوصه بل تبحث عن الحقائق على ما هي عليه وهذا التجرد قد يحمل الفيلسوف على تبني رأي مخالف للشريعة الإسلامية أو لظاهر الشريعة الإسلامية مما يوجب الخروج عن الدين في واقع الأمر أو في نظر المسلمين والفيلسوف لا يبالي أن ينقض البرهان الذي أقامه دينا أو مذهبا)([1]).

وأيضاً يقول الشيخ المظفر لا نأخذ عقيدتنا من الفلسفة وهي أبعد ما تكون عن العقيدة الصافية الخالصة الصحيحة : (لا نأخذ منها عقيدتنا والفلسفة أبعد ما تكون عن العقيدة الصافية الخالصة الصحيحة ولا يجب أن نعتقد بالله عن طريقة الفلاسفة لأن الله لم يكلفنا بذلك)([2]).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] ) الفلسفة الإسلامية،ص76.

[2] ) الفلسفة الإسلامية،ص80.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.