من تقليد ملا صدرا وحسز زاده آملي لابن عربي

 

داوود القيصري في شرحه على الفصوص يقول إن الله ينتقم من المشركين ليس لشركهم وإنما لأنهم حصروا العبادة فيما عبدوه وجعلوا الإله المطلق مقيدا : (بالنسبة إلى المشركين الذين يعبدون غير الله من الموجودات ، فينتقم منهم المنتقم ، لكونهم حصروا الحق فيما عبدوه وجعلوا الإله المطلق مقيدا . وأما من حيث إن معبودهم عين الوجود الحق الظاهر في تلك الصورة ، فما يعبدون إلا الله ، فرضي الله عنهم من هذا الوجه ، فينقلب عذابهم عذابا في حقهم)([1]).

ولا شبهة ولا ريب في كون هذا الكلام من المعتقدات الصوفية الفاسدة ولا يقر به إلا من كان ذا توجه صوفي . ولربما لا تصدق فيما لو قلت لك إن بعض عرفاء الشيعة نقل كلام القيصري ـــ والذي هو شرح لما ذكره ابن عربي ـــ مقرا به ؛ فقد نقله ملا صدرا في تفسيره مقرا به من غير رد أو نقض عليه([2])

وأيضا حسن زاده آملي أيضا نقله([3]) مقرا به وقال قبل ما يذكره : (وللعلامة القيصري تحقيق في بيانه ينبغي العناية به جدّا ، والالتفات اليه جزما في خلود أهل النار وأن مآلهم إلى النعيم)([4]).

وهذه واحدة من الموارد التي كان فيها لعرفاء الشيعة تقليد واضح لابن عربي حتى لا يتوهم ويردد بعض من لا خبرة له في هذه الأمور بأن عرفاء الشيعة يأخذون من أهل البيت عليهم السلام ولا يأخذون من ابن عربي كما يحاول البعض بعلم أو غيره يبرر لصوفية الشيعة بأوهام لا واقع لها إلا في حدود تفكيره.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] ) شرح فصوص الحكم،663.

[2] ) تفسير القرآن الكريم،ج4،ص320.

[3] ) عيون مسائل النفس،ص694.

[4] ) عيون مسائل النفس،ص692.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.