الأثر الفلسفي والعرفاني عند ابن أبي جمهور الأحسائي (17)  اللهم زدني فيك تحيرا

الأثر الفلسفي والعرفاني عند ابن أبي جمهور الأحسائي (17)

12 ـ  اللهم زدني فيك تحيرا:

نسبه لرسول الله صلى الله عليه وآله حيث يقول : كان نبينا صلى الله عليه وآله في المقام الأول وسكر السير في الله قال : (اللهم زدني فيك تحيرا)([1]).

وهو مما لا مصدر له في مصادر المسلمين ولا وجود له إلا في كتب الصوفية فقد نسبه عبد الله الهروي (ت:481هـ) لرسول الله صلى الله عليه وآله : (رب زدني فيك تحيرا)([2]).

وابن عربي نسبه لرسول الله صلى الله عليه وآله في الفتوحات المكية حيث ذكر : (قال ص اللهم زدني فيك تحيرا)([3]).

وفي فصوصه قال : (إلا حيرة المحمدي زدني فيك تحيرا)([4]).  

وحسن زاده آملي ممن نسبه لرسول الله صلى الله عليه وآله : (تأسيا برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله في قوله : (رب زدني فيك تحيرا)([5]).

والحيرة من اصطلاحات الصوفية ولم يكن من المعاني التي رغبت إليها النصوص الدينية ، يقول ابن عربي : (الهدى هو أن يهتدي الإنسان إلى الحيرة)([6]).

وعبد الرزاق الكاشاني في اصطلاحات الصوفية تحدث كثيرا عن الحيرة ومن ضمن ما ذكره : (الهيمان :وهو دوام الحيرة وثباتها)([7]).

بل إن هذا الخبر الذي جاء فيه طلب الحيرة يتنافى مع المعنى المستفيض في النصوص وهو طلب معرفة الله تبارك وتعالى ؛ فقد روى الشيخ الكليني في أصول الكافي عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن للغلام غيبة قبل أن يقوم ، قال : قلت ولم ؟ قال : يخاف – وأومأ بيده إلى بطنه – ثم قال : يا زرارة وهو المنتظر ، وهو الذي يشك في ولادته ، منهم من يقول : مات أبوه بلا خلف ومنهم من يقول : حمل ومنهم من يقول : إنه ولد قبل موت أبيه بسنتين ، وهو المنتظر غير أن الله عز وجل يحب أن يمتحن الشيعة ، فعند ذلك يرتاب المبطلون يا زرارة ، قال : قلت : جعلت فداك إن أدركت ذلك الزمان أي شي أعمل ؟ قال : يا زرارة إذا أدركت هذا الزمان فادع بهذا الدعاء : اللهم عرفني نفسك ، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك ، اللهم عرفني رسولك ، فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك ، فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني)([8]).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] ) مجلي مرآة المنجي،ج5،ص1862.

[2] ) منازل السائرين،ص128.

[3] ) الفتوحات المكية،ج1،ص271.

[4] ) فصوص الحكم (شرح عبد الرزاق الكاشاني)،ص68.

[5] ) عيون مسائل النفس،ص818.

[6] ) فصوص الحكم (شرح القيصري)،ص11117.

[7] ) اصطلاحات الصوفية،ص144.

[8] ) أصول الكافي،ج1،ص337.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.