الأثر الفلسفي والعرفاني عند ابن أبي جمهور الأحسائي(38)نقل كلام ابن عربي في العلم

الأثر الفلسفي والعرفاني عند ابن أبي جمهور الأحسائي(38)

نقل كلام ابن عربي في العلم اللدني!

من الأمور التي نقلها ابن أبي جمهور عن ابن عربي هو كلامه في العلم اللدني ، ولا يدل نقل كلامه والإقرار به في مثل هذا الموضوع المهم إلا على تأثره به  : (إلى هذا أشار الشيخ في الفص الشيثي فقال : وليس هذا العلم إلا لخاتم الرسل وخاتم الأولياء ، ولا يراه أحد من الأنبياء والرسل إلا من مشكاة الرسول الخاتم ولا يراه أحد من الأولياء إلا من مشكاة الولي الخاتم ، حتى أن الرسل لا يرونه – متى رأوه – إلا من مشكاة خاتم الأولياء؛ فإن الرسالة والنبوة تنقطعان والولاية لا تنقطع أبداً . فالمرسلون من حيث كونهم أولياء لا يرون ما ذكرناه إلا من مشكاة خاتم الأولياء، فكيف من دونهم من الأولياء؟ وإن كان خاتم الأولياء تابعاً في الحكم لما جاء به خاتم الرسل. وذلك لا يقدح في مقامه ولا يناقض ما ذهبنا إليه ؛ فإنه من وجه يكون أنزل كما أنه من وجه يكون أعلى. فكل نبي من لدن آدم إلى آخر نبي ما منهم أحد يأخذ إلا من مشكاة خاتم النبيين وإن تأخر وجود طينته ؛ فإنه بحقيقته موجود ؛ لقوله: (كنت نبياً وآدم بين الماء والطين)([1]) وغيره من الأنبياء ما كان نبياً إلا حين بعث. وكذلك خاتم الأولياء كان ولياً وآدم بين الماء والطين وغيره من الأولياء ما كان ولياً إلا بعد تحصيل شرائط الولاية من الأخلاق الإلهية والاتصاف بها من كون الله تعالى يسمى بالولي الحميد . فخاتم الرسل من حيث ولايته نسبته مع الختم للولاية نسبة الأنبياء معه ؛ فإنه الولي الرسول النبي وخاتم الأولياء الوارث الأخذ عن الأصل المشاهد للمراتب وهو حسنة من حسنات خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وآله)([2]) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] ) مناقب ابن شهراشوب وبحار الانوار

[2] ) مجلي مرآة المنجي،ج4،ص1232.فصوص الحكم (شرح القيصري)،ص436.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.