(17) س : ما هو رأي الشهيد الثاني في الفلسفة ؟
(17) س : ما هو رأي الشهيد الثاني في الفلسفة؟
ج : يقول الشيخ زين الدين العاملي الملقب بالشهيد الثاني رحمه الله : (أعظم من هذا محنة وأكبر مصيبة ، وأوجب على مرتكبه إثماً ، ما يتداوله كثير من المتسمين بالعلم من أهل بلاد العجم ، وما ناسبها من غيرهم في هذا الزمان حيث يصرفون عمرهم ويقضون دهرهم على تحصيل علوم الحكمة كعلم المنطق والفلسفة وغيرهما، مما يحرم لذاته أو لمنافاته للواجب، على وجه لو صرفوا جزءاً منه على تحصيل العلم الديني – الذي يسألهم الله تعالى عنه يوم القيامة سؤالاً حثيثاً، ويناقشهم على التفريط فيه نقاشاً عظيماً – لحصلوا ما يجب عليهم من علوم الدين. ثم هم مع ذلك [يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا]([1]) بل يزعمون أن ما هم فيه أعظم فضيلة وأتم نفعاً ، وذلك عين الخذلان من الله سبحانه والبعد عنه، بل الانسلاخ من الدين رأساً أن يُحيي من يزعم أنه من أتباع سيد المرسلين محمد واله الطاهرين دين أرسطو ومن شاكله من الحكماء، ويُهمل الدين الذي دان الله به أهل الأرض والسماء، نعوذ بالله من هذه الغفلة ونسأله العفو والرحمة)([2]).
ويقول أيضا في ذم الفلسفة عند بيان المهم من العلوم وعدم ضياع العمر فيما لا نفع فيه : (فكيف حال من يصرف عمره في معرفة عالم الكون والفساد الذي مآله محض الفساد،والاشتغال بمعرفة الوجود ، وهل هو نفس الموجودات أو زائد عليها أو مشترك بينها ، أو غير ذلك من المطالب التي لا ثمرة لها ، بل لم يحصل لهم حقيقة ما طلبوا معرفته فضلا عن غيره)([3]).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) سورة الكهف : 104 .
[2] ) رسائل الشهيد الثاني،ج1،ص55.
[3] ) منية المريد ، ص158 .