أذكر الله كثيرا
نحو خمسة عشر عاما كنت ساكنا في إحدى المدارس الدينية القريبة من مسجد السيد السبزواري وأحيانا أصلي الظهرين أو العشائين في ذات المسجد،وفي أحد الأيام جاء شاب إلى السيد علي السبزواري همس في أذنه ما سمعت كلامه وعلى ما يبدو سأله عن نصائح في العرفان أو شيء من هذا القبيل ولذا سمعت السيد يقول له بصوته الجهوري الذي يسمعه من كان إلى جنبه:(لا عرفان ولا شيء أذكر الله كثيرا) هذا ما سمعته حرفيا.
وهذا هو المعروف عن علمائنا ينصحون بما جاء في النصوص الدينية ولا ينصحون بشيء وراء ذلك أما مبتغي الجاه والشهرة ممن لا يعرفون بم يخوضون يجعلون من أنفسهم ربانيين ومربين يُسلكون الشباب إلى غياهب جهلهم!
والشباب في مقتبل أعمارهم ينخدعون بأبسط الأمور خصوصا إذا ما أضفي عليه جانب الحق وصبغ بصبغته مثل السير إلى الله والوصول إلى المراتب العالية في درجات التوحيد والكمال فيخدعونهم بهذه العناوين الجذابة المنطوية على الأفكار الباطلة.
أتذكر في الأيام الأولى التي ظهرت فيها جماعة أحمد بن الحسن جاءني شاب لا يعرف ماذا يصنع قال لي اليوم التقيت بشخص وقال لي أحمد بن الحسن وصي الإمام وأدعوك إلى اتباعه وإذا لم تتبعه ستكون خارجا عن الدين ومصيرك إلى جهم ومثل ذلك من فحوى الكلام.يقول طلبت منه التفكير سريعا حتى أقرر إذا ما يمكنني الإتباع.وأنا جئت إليك لا أعرف حقا ما يقول هذا أم باطلا وإذا أمرتني بإتباعهم أتبعهم وإلا أعرض عنهم .
وبعد ما بينت له أن هذه الجماعة من الجماعات المنحرفة فلا يمكن الأخذ بما يقولون ولا يجوز الالتحاق بهم اطمئن لما ذكرت له وقرر عدم الانضمام إليهم.
وكم يوجد أمثال هذا الشاب البسيط الذي تأثر بدعاوى أهل العرفان وأيقن بمكاشفاتهم وكراماتهم المزعومة ثم يجد نفسه بين مسالك واتجاهات ضالة أطرت مختلقاتها بلبوس ديني وهي أبعد ما تكون عنه.