خرافات فلسفية (10) خرافة الفلسفة من العلوم الشرعية

 

خرافات فلسفية (10)
خرافة الفلسفة من العلوم الشرعية
إن الفلسفة ليست من العلوم الشرعية فمن اقتصر عليها لا يصدق عليه رجل دين وهذه من بديهيات المعرفة في الأروقة العلمية ؛ يقول الشيخ المظفر : الفلسفة ليس فيها طابع ديني ولا تسلك مسلكا معينا أو تتبع دينا بخصوصه بل تبحث عن الحقائق على ما هي عليه وهذا التجرد قد يحمل الفيلسوف على تبني رأي مخالف للشريعة الإسلامية أو لظاهر الشريعة الإسلامية مما يوجب الخروج عن الدين في واقع الأمر أو في نظر المسلمين والفيلسوف لا يبالي أن ينقض البرهان الذي أقامه دينا أو مذهبا([1]).
وقال أيضا متحدثا عن الفلسفة : لا نأخذ منها عقيدتنا والفلسفة أبعد ما تكون عن العقيدة الصافية الخالصة الصحيحة ولا يجب أن نعتقد بالله عن طريقة الفلاسفة لأن الله لم يكلفنا بذلك([2]).
ولا بأس بذكر كلمات بعض الأعلام التي تدل على أن الفلسفة ليست من العلوم الشرعية والمقتصر عليها لا يعد من علماء الشريعة :
يقول السيد اليزدي : لو وقف على العلماء ، انصرف إلى علماء الشريعة ، فلا يشمل من يكون من غيرهم ، كعلماء الطب أو الحكمة أو الرياضي أو الجفر أو الرمل أو غير ذلك([3]).
وقال السيد عبد الأعلى السبزواري معلقا على كلام السيد اليزدي : لاقتضاء العرف الخاص بين المتشرعة ذلك لو لم تكن قرينة على الخلاف ولو كانوا من علماء الشريعة وغيرهم يعطي لهم أيضا([4]).
ويقول السيد أبو الحسن الأصفهاني في وسيلة النجاة : لو وقف على العلماء انصرف إلى علماء الشريعة ، فلا يشمل غيرهم كعلماء الطب والنجوم والحكمة.
وعلق على كلامه السيد الكلبايكاني : إن لم يكونوا عالمين بعلم الشريعة([5]).
ويقول الشيخ فاضل اللنكراني : لو وقف على عنوان العلماء انصرف إلى الفقهاء وعلماء الشريعة ، أعم من المتمحضين فيها ، أو غيرهم ممن كان عالما بغير علم الشريعة أيضا ، ولا يشمل المعنى اللغوي العام الشامل لكل عالم ولو في الرياضيات والطب ، وحتى الفلسفة والحكمة مع عدم العلم بالشريعة([6]).
أي إن العالم بعلوم الشريعة وغيرها من العلوم يعمه الوقف ، أما لو اقتصر الشخص على غير العلوم الشرعية لا يعمه ؛ لعدم تحقق المصداق المنصرف إليه العنوان.
وقال السيد محسن الحكيم والسيد الخوئي رحمهما الله في (منهاج الصالحين) وعشرات العلماء في رسائلهم العملية عند باب (الوقف) : إذا وقف على العلماء فالظاهر منه علماء الشريعة فلا يشمل علماء الطب والنجوم والهندسة والجغرافيا ونحوهم.
وأخيرا أنقل ما ذكره الشيخ لطف الله الصافي : لو وقف على العلماء انصرف إلى علماء الشريعة ، فلا يشمل غيرهم كعلماء الطب والنجوم والحكمة([7]).
إن سلب عنوان رجل الدين على من بدد كل وقته على الفلسفة وعلم الرياضيات والنجوم والحروف ونحوها مما لا ارتياب فيه عند أهل العلم ، كما أن سلب التوفيق عمن ترك العلوم الشرعية منصرفا للفلسفة أوضح من سلب العنوان ، وأي سوء توفيق أبين ممن يعيش في أكناف الحوزات الشيعية وهو يضيع وقته بفلسفة اليونان وأضرابها مما يحجبه عن نور الثقلين الكتاب العزيز والعترة الطاهرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) الفلسفة الإسلامية،ص76.
[2] ) الفلسفة الإسلامية،ص80.
[3] ) العروة الوثقى/باب الوقف.
[4] ) مهذب الأحكام،ج22،ص60.
[5] ) وسيلة النجاة،ج2،ص256.
[6] ) تفصيل الشريعة في شرح تحرير الوسيلة،ص61.
[7] ) هداية العباد،ج2،ص193.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.