خرافات فلسفية (26) خرافة نبوة أرسطو طاليس
خرافات فلسفية (26)
خرافة نبوة أرسطو طاليس
إن من الخرافات التي تشبث بها المؤيدون للفلسفة هو القول بنبوة أرسطو طاليس من بعد ما تمسكوا برواية ذكرها محمد بن علي الأشكِوري (من أعلام القرن الحادي عشر) : (يروى أن عمرو بن العاص قدم من الإسكندرية على سيدنا رسول الله فسأله عما رأى ؟ فقال : رأيت قوما يتطلسون ويجتمعون حلقا ويذكرون رجلا يقال له أرسطو طاليس لعنه الله. فقال صلوات الله وتسليماته عليه وآله : مه يا عمرو ! إن أرسطو طاليس كان نبيا فجهله قومه)([1]).
والغريب إن هذه الرواية ذكرها الشيخ حسن زاده آملي عند تعليقه على :(كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد)([2])! عن كتاب (محبوب القلوب) مع أنها لا سند لها ، ومنقولة في كتاب غير معتبر مملوء بأقوال الفلاسفة والصوفية،كما أن إمارة الوضع بادية عليها إذ إن عمر بن العاص فتح مصر والإسكندرية في زمن عمر بن الخطاب ولم يدخلهما في عهد رسول الله ! وليس بالغريب على الفلاسفة والصوفية وضع الأحاديث لأنها من الأمور المعروفة عنهم كوضعهم للكثير من كراماتهم وحكاياتهم الغريبة التي نقلت طرائف منها في كتاب (التصوف والعرفان) .
بل لم يثبت عدم كونه نبيا فحسب وإنما روي عنه أنه كان مشركا كما نقل ابن القيم : (حكى أرباب المقالات أن أول من عرف عنه القول بقدم هذا العالم أرسطو وكان مشركا يعبد الأصنام وله في الإلهيات كلام كله خطأ من أوله إلى آخره وقد تعقبه بالرد عليه طوائف المسلمين)([3]).
وقد رد على أرسطو أحد أصحاب الإمام الصادق ومن خواص الإمام الكاظم عليهما السلام هشام بن الحكم حيث عد النجاشي من أحد كتبه : (كتابه الرد على أرسطاليس)([4]).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) محبوب القلوب،ص117.
[2] ) كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد،ص205.
[3] ) إغاثة اللهفان،ج2،ص29.
[4] ) رجال النجاشي،ص433.