هل السيد عبد الأعلى السبزواري خالف العلماء في التجويد؟
هل السيد عبد الأعلى السبزواري خالف العلماء في التجويد؟
بدايةً يتطلب التفريق بين أمرين : الأول : الكلام في التجويد كواقع لغوي في لسان العرب وهو المطلوب في القراءة .الثاني : التجويد كمادة متضمنة لهذه الحروف ابتدع فيها أصحاب التجويد أمورا لا واقع لها ولم ترد في لغة العرب ولا دليل ملزم لها شرعا.
ولهذا الفقهاء أوجبوا بعض الأمور في القراءة لأنها جاءت في لغة العرب ولها تأثير على النطق الصحيح.وما لم يرد في لغة العرب لم يلتزموا به لأنه لم يؤثر على النطق ولا يوجد ما يوجب الالتزام به شرعا كبعض ما هو مذكور في أحكام التجويد.
وبعبارة أوضح المطلوب موافقة النطق الذي جاءت به لغة العرب وليس كل ما جاء في التجويد له أصل في لغة العرب فالعلماء تارة يوافقون ما مذكور في التجويد لا لمتابعة أصحاب التجويد وإنما لموافقته للغة،وأخرى يخالفونهم فيما لو لم يكن له أصل في اللغة.
ومضافا إلى ذلك قد بحث الفقهاء لو أن النطق لم يكن موافقا لما جاء في لغة العرب إلا أنه لم يغير المعنى هل يخل بالقراءة في الصلاة أم لا يخل؟وقد اختلف العلماء في بعض موارده وتطبيقاته.بل إن السيد السبزواري قال احتياطا بمراعاة اللغة فيما لو كان النطق مخالفا للغة إلا أنه لم يغير المعنى.وهذا بحث آخر يتطلب الالتفات إليه وعدم إغفاله حتى لا يحصل اللبس في فهم كلمات العلماء.
أما بالنسبة للسؤال : إن السيد السبزواري لم يخالف العلماء في أن المطلوب شرعا النطق الصحيح الموافق للغة العرب ولذا يقول يتطلب مراعاة مادة الكلمة وهيئتها لغةً عند كلامه عن الترتيل:(الترتيل المستحب فلا دليل على لزوم إتباع ما أوجبوه بل ولا استحباب متابعتهم فيه،فكيف بما ندبوه إلا إذا توقف أداء مادة الكلمة لغة أو هيئتها المعتبرة فيها عليه فيجب حينئذ الإتيان بمادة الكلمة وهيئتها المعتبرة لا من جهة لزوم متابعتهم).مهذب الأحكام،ج6،ص321
أي أن وجوب أداء مادة الكلمة لغة أو هيئة ليس لإتباع ما ذكروه في التجويد وإنما لكون أداء الكلمة بهذه الكيفية يرجع لموافقة اللغة،وعدم النحو المذكور في المادة والهيئة يرجع لمخالفتها.
ويقول أيضا يجب مراعاة ما قام إجماع أهل العربية على اعتباره في موضع ترك الوقوف بالحركة والوصل بالسكون حيث يقول:(مقتضى الأصل عدم وجوب مراعاتها ، والصحة معها وعدم مانعيتها إلا إذا توقف أداء الكلمة عليهما ، أو قام إجماع أهل العربية على اعتبارهما).مهذب الأحكام،ج6،ص318
والسيد رحمه الله في كل بحثه في أحكام القراءة كان ناظرا إلى موافقة اللغة ومخالفتها وذكرتُ هذين الموردين للاستشهاد.
نعم توجد قضية جانبية لا شأن لها بالقراءة والنطق الصحيح وهي افتعال علوم أخرى في قِبال علوم أهل البيت عليهم السلام حيث بعد أن ذكر السيد السبزواري ما جمعه الفيض الكاشاني في مقدمات تفسيره من روايات مستفيضة تدل على أن علوم القرآن عند أهل البيت عليهم السلام قال السيد السبزواري:(افتعلت علوم أخری للقرآن عند غيرهم لصرف وجوه الناس عنهم عليهم السلام).مهذب الأحكام،ج6،ص324
وهذا كلامه لا يدل على مخالفته للعلماء في أحكام القراءة وليس فيه ما يدل على ذلك ولكن ساء فهم كلامه فتوهم من توهم أنه خالف العلماء.
ومن أراد معرفة وجهة نظر الفقهاء لا سيما السيد السبزواري في أحكام القراءة ومقدار موافقتهم ومخالفتهم للأحكام المذكورة في التجويد يمكنه مطالعة (التجويد في منظار الشرع).
كل التفاعلات:
Mohammed Al-wakeel، وQaiser Altimimi و٦١ شخصًا آخر