حديث الغدير لم يكن ذا نصا لفظيا فحسب
حديث الغدير لم يكن ذا نصا لفظيا فحسب وإنما كانت تكتنفه واقعة عظيمة تدل على خطب جسيم نزل الوحي بتبليغه ولذا أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بلحوق من تأخر ورجوع من تقدم من الحجاج على ما بهم من جهد ومشقة في ظهيرة الحجاز ذات يوم قائظ شديد الحر حتى كان بعضهم يلف رداءه على قدميه من شدة الرمضاء.
فهل يعقل أن رسول الله جمعهم على هذا الحال ليقول لهم:إني أحبُ علياً!ولو كان ذلك مراده لسخروا وكانت كلمات التعجب والاعتراض يضج بها أغلب الجمع ولم يبادروا إلى أمير المؤمنين عليه السلام بتهنئته بإمرة المؤمنين.
فسبحان الله العليم الحكيم الذي أمر بالتبليغ في واقعة عظيمة وجمع غفير ولذا لم يتواتر عن المسلمين حديث كحديث الغدير.ولم يأمر بتبليغه في حدث عابر كسائر الأيام فمن لم يفقه الحديث ويفهم معناه حينها يفكر بما اكتنفه من حدث عظيم لعله يتفطن إلى مغزاه فقد كان فيما اكتنفه من خطب جليل رسالة للأجيال المتعاقبة تبُطل كل الشكوك المُثارة في حرف معناه.