مواقف كفيلة في تغيير حياة الإنسان لا سيما طالب العلم
بعض المواقف كفيلة في تغيير حياة الإنسان لا سيما طالب العلم ومسيرته العلمية إلى الأبد مما تنعكس على حياته الأخروية،يُنقل عن الدكتور محمد حسين الصغير رحمه الله:السيد الخوئي عاش حياة مرهقة من الحرمان ، فقرر ترك الدراسة والذهاب إلى بغداد بغية الكسب ، ولكنه قرر الاستنارة برأي أستاذه الذي يعبّر عنه في كتبه دائما بـ (بطل العلم المجاهد). يقول السيد الخوئي : ذهبتُ إلى الشيخ البلاغي في رمضان وأنا مصمم على ترك الحياة العلمية والتوجه نحو العمل نظرا للضائقة الاقتصادية المضنية ، وحينما استقر به المجلس قرب الشيخ البلاغي تساءلا عن الحال !! فقال الشيخ البلاغي : (هذا شهر رمضان وأنا صائم ، وأحن كثيراً إلى شرب قدح من الشاي ، وليس إلى ذلك من سبيل ، إذ لا يتيسر لي ذلك ، ووالدتي عندها شيء من السكر والشاي من مالها الخاص ، ولا أجرأ أن أطلب منها ذلك ، وأنا في حيرة بين الرغبة في الشاي ، والإشفاق عن الطلب من الوالدة). يقول السيد الخوئي : فقلت في نفسي ، هذا أستاذي الأعظم على ما هو عليه من العلم والمنزلة الرفيعة ، لا يستطيع أن يشرب قدحا من الشاي في رمضان ، وأنا أريد أن أترك حياة العلم لأني بائس محتاج !! ، وقررت حينذاك الصبر على الجوع ومواصلة الدراسة مهما بلغ الأمر.
وموقف آخر سوق السراي الذي أثر على خطابة الشيخ الوائلي،يقول الشيخ رحمه الله : (كنت مارا في سوق السراي ببغداد ومررت على مكتبة كانت للمرحوم حسين فلفلي فناداني فمررت به وقال لي : عندي نسخة نظيفة لتفسير الرازي ولكنها ناقصة ولم أعد أذكر نوع النقص فيها هل هو جزء أم قسم من جزء فاشتريتها منه ورجعت للفندق في الكاظمية وفتحت جزءا منها فوقع بصري على ما أذكر على الآية الكريمة وهي قوله تعالى : [الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ]. ولما قرأت ما كتبه حولها وتعرفت على أسلوبه في التفسير والتحليل وغزارة فكره وديباجته العلمية شدني إليه شدا ولم أخرج ذلك اليوم من الفندق بل عكفت على المطالعة وكان في الفندق على ما أذكر الشيخ صالح الدجيلي الخطيب فلخصت له مفاد الآية المذكورة وكان لهذه القراءة أثر كبير عليَّ للتوجه نحو كتب التفسير والاستفادة من عطائها وشرعت أجعل عنوان بعض مجالسي آية من كتاب الله ثم أشرح مضمونها في حدود قدراتي وأوشح ما فيها بمعلومات وشواهد تاريخية وأدبية وعقائدية إلخ) تجاربي مع المنبر،ص87.
ليت المرحوم حسين فلفلي أعطاه تفسير العياشي أو البرهان أو تفسير نور الثقلين.
أسأل الله أن يهيئ لنا من رحمته ما يأخذ بأيدينا لما فيه الخير والصلاح.