ما هو سبب انتشار التصوف ؟

 

(9) س : ما هو سبب انتشار التصوف ؟

ج : إن لبني أمية وبني العباس وأعداء أهل البيت بصورة عامة دور كبير في ذلك بغضا بأهل البيت عليهم السلام ولأجل خلق جماعات في قبالهم تصد الناس عن اتباعهم ومن الالتفاف حولهم ، يقول السيد نعمة الله الجزائري  : (نقل أن خلفاء بني أمية وبني العباس كانوا يحبون أن يحصلوا رجالا من أهل العبادة والزهادة والتكلم ببعض المغيبات وان لم يقع ، لأجل معارضات الأئمة الطاهرين وعلمهم وزهدهم وكمالاتهم حتى يصغروا في أعين الناس أهل البيت وأطوارهم فلم يجدوا أحدا يقدم على هذا سوى هذه الفرقة الضالة ، فمن هذا مال إليهم سلاطين الجور وبنوا لهم البقاع وحملوا إليهم الأموال وطالبوا منهم الدعاء في مطالب دنياهم وقاسوهم بأهل البيت عليهم السلام وأين الثريا من يد التناول)([1]).

ونظير ذلك ما فعلته تلك السلطات في ترجمة الفلسفة ونشرها كما يقول الميرزا القمي (ت:1231هـ) صاحب القوانين : (حكاية العقول العشرة وطريقة الفلاسفة فإن ذلك بدأ من نحوسة المأمون الملعون حيث أراد أن يثبت عدم أهلية الإمام الرضا عليه السلام للإمامة فجمع من علماء اليهود والنصارى والصابئين والمجوس وغيرهم وحينما غلبهم الإمام عليه السلام طلب المأمون كتب الفلاسفة من سلطان الروم فأرسلها إليه فأمر المأمون بترجمتها إلى العربية ونشروها بين الناس لعل الناس يتراجعون عن الإمام الرضا عليه السلام وبمقتضى مقولة أن الناس على دين ملوكهم مال الناس إلى طلب هذه العلوم وقد مشى السلاطين اللاحقون على درب السابقين ورغب الناس فيها تقربا إلى الحكام حتى آل الأمر إلى أن ظن الحمقى من الطلبة أن العلم منحصر فيها وأصروا على ذلك واستخفوا بقواعد الشرع والدين إلى الحد الذي قد يبلغ عمر أحدهم الستين أو السبعين وهو لا يعرف شيئا من أحكام العبادات . وببركة جهود ثلة من علمائنا في العصور الأخيرة الذين نصحوا ملوك زمانهم وحذروهم من خطر هذه العقائد ، وهن أمر أولئك وأصبحت الأمور على ما يرام والحمد لله . والآن حيث وصلت الدولة والسلطة إلى سلطاننا ــ الذي هو صفوة ملوك الدهر وصاحب العقائد الحقة وناشر الدين والمذهب ــ حاول بعض شياطين الأنس أن يفسدوا عقيدته ويستميلوه إلى طريقتهم الباطلة لكي تفسد عقيدة الناس بمقتضى مقولة الناس على دين ملوكهم)([2]).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] ) الأنوار النعمانية،ج2،ص202.

[2] ) رسالة : (رد بر صوفية ووحدت وجود) المطبوعة في كتاب : (سه رساله در نقد عرفان)،ص265.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.