التوحيد الذاتي والصفاتي والأفعالي
التوحيد الذاتي والصفاتي والأفعالي
هذه المفردات استعملها الفلاسفة والصوفية بألفاظ متقاربة من حيث المعنى والبيان ويقصدون من التوحيد الذاتي أن الله عز وجل هو مبدأ الوجود ولا شريك له ولا نظير وبسيط لا تركيب فيه.والتوحيد الصفاتي : الاعتقاد بثبوت الصفات الذاتية وكونها عين ذاته وليست زائدة.والتوحيد الأفعالي : هو أن الكون فعل الله وكل ما وقع فيه بإرادته ولا مؤثر فيه سواه ولا يخفى عليه شيء.
ولهم تفريعات أخرى في نفس الأقسام المذكورة منطوية فيها ، منها ما هو من المعاني الباطلة مثل التوحيد الفعلي الذي يقصدون به أن الفعل الصادر من الله تبارك تعالى واحد ليس بكثير ولا يمكن أن يصدر منه أكثر من واحد انطلاقا من قاعدة : (الواحد لا يصدر منه إلا واحد) وهذه القاعدة تثبت التشبيه والعجز لله تعالى وهي من المعتقدات القديمة على الإسلام وذكرتها بشيء من التفصيل في (التيار الفلسفي في حوزة قم المقدسة) وأن ثبوت التشبيه والعجز هو بلحاظ نسبة المعلولات لله وليس بلحاظ المعلولات إلى بعضها . والشيء الطريف أن بعض أصحاب التيار الفلسفي ممن حاول إثبات صحة القاعدة وبطلان لوازمها الفاسدة خاض في دائرة المعولات والترابط بينها وأعرض عمدا أو جهلا الخوض فيها من حيث نسبة المعلولات لله عز وجل.وأما بالنسبة للمتكلمين وعلماء المسلمين بصورة عامة لا يقولون بصحة هذا القاعدة ويرون إمكان صدور الفعل من الله في عرض واحد فهو يخلق ما يشاء ولا يوصف بحد وعجز.
وأما بالنسبة للتوحيد في دائرة أهل البيت عليهم السلام فيمكن تقسيمه إلى قسمين : التوحيد الذاتي : وهو الاعتقاد بثبوت الصفات الذاتية لله عز وجل بالكيفية التي ذكرها أهل البيت وهي نفي الأضداد ، وتنزيهه عما لا يليق به (الصفات السلبية).
التوحيد الأفعالي : وهو الاعتقاد بثبوت الصفات الفعلية لله عز وجل بما يليق به تبارك تعالى.
هذا من حيث الاعتقاد والجانب النظري بثبوت الصفات وهو نفسه بالقسمين المذكورين ينقسم إلى الجانب والسلوك العلمي من حيث ترتيب الأثر والانعكاس على السلوك ، أي ترتيب الأثر العملي على الصفات الذاتية والفعلية ، كما لو رتبت الأثر العملي على علم الله وقدرته ونحوهما من الصفات الذاتية ، وعلى سبيل المثال روي عن الإمام الجواد عليه السلام في تحف العقول:(اعلم أنك لن تخلو من عين الله فانظر كيف تكون) فيما لو رتبت الأثر على حضورك بين يديه وقدرته عليك ، والخالقية والرازقية ونحوهما من الصفات الفعلية فيما لو رتبت الأثر على تلك المعرفة والاعتقاد.