(31) س : بعض المؤمنين لديهم التزام بالواجبات والمستحبات إلا أنهم لا يشعرون بتغير روحي
(31) س : بعض المؤمنين لديهم التزام بالواجبات والمستحبات إلا أنهم لا يشعرون بتغير روحي فهل يلجؤون لما لدى عرفاء الصوفية؟
ج : إن أداء الواجبات وعمل المستحبات التي ندب إليها الشرع يعطي ثماره على المستوى الروحي مع تجنب المحرمات أما معها تبقى الروح الإنسانية عليلة مصفرة ولم يخضر جنانها ، ومع الاستمرار على الذنوب من غير ندم وتوبة أشبه ما تكون بالضوء الخافت وسط الظلام الحالك؟!
ومما يزيد الأمر سوءاً هو أن يلجأ بعضهم إلى عرفاء الصوفية تصورا منهم أن لديهم ما يسد شغفهم الروحي ويعرج بهم إلى عالم الملكوت ولم يعلموا أن داءهم ودواءهم فيما اجترحوه من السيئات وأسقطوا فيه أنفسهم من الموبقات وأن ما لدى هؤلاء يطفئ ما تبقى فيهم من خير وضياء.
ومن حسن توفيق الإنسان أن يعرف سبب علته وما فيه شفاء دائه ، ويسعى للخلاص منه بدلا من أن يقحم نفسه فيما يزيد الداء داءً والعلة اعتلالاً ، وقد أشارت النصوص إلى أن سبب رين القلوب وما يصيبها من صدأ يفقدها اللذة الروحية وحلاوة الإيمان هو الذنوب : [كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ]([1]).
عن أمير المؤمنين عليه السلام : (ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب ، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب)([2]).
عن الإمام الباقر عليه السلام : (ما من عبد إلا وفي قلبه نكتة بيضاء ، فإذا أذنب ذنبا خرج في النكتة نكتة سوداء ، فإن تاب ذهب ذلك السواد وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطي البياض فإذا (تـ) غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبدا وهو قول الله عز وجل : [كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ]([3])([4]).
عن الإمام الصادق عليه السلام : (كان أبي يقول : ما من شيء أفسد للقلب من خطيئة ، إن القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله)([5]).
عن الإمام الصادق عليه السلام : (إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء ، فإن تاب انمحت وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبدا)([6]).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) سورة المطففين:14.
[2] ) علل الشرائع،ج1،ص81.
[3] ) سورة المطففين:14.
[4] ) أصول الكافي،ج2،ص273.
[5] ) أصول الكافي،2،ص268.
[6] ) أصول الكافي،ج2،ص271.