مخاض المعرفة في تتمة دعاء عرفة (5)
مخاض المعرفة في تتمة دعاء عرفة (5)
النقل عن الكتاب الفاقد للتتمة غير مجدٍ في التحقيق
إن النقل عن الكتاب الفاقد للتتمة غير مجدٍ في التحقيق والتشكيك في نفي التتمة ، وذلك لأن عدم النقل للتتمة يكون متحصلاً ومفروغ التحقق كما هو الحاصل في نقل الشيخ الكفعمي عن كتاب (مصباح الزائر) لأن مصباح الزائر لم ينقل التتمة ، وهذا ما أشار إليه الشيخ الكفعمي حين نقله لدعاء عرفة حيث ذكر في حاشية البلد الأمين أنه نقله عن مصباح الزائر : (ذكر السيد الحسيب النسيب رضي الدين علي بن طاووس قدس الله روحه في كتاب مصباح الزائر قال : روى بشر وبشير الأسديان أن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام خرج عشية عرفة يومئذ من فسطاطه متذللا متخشعا فجعل عليه السلام يمشي هونا هونا حتى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل مستقبل البيت ثم رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين ، قال : الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع)([1]). بل لو أن الشيخ الكفعمي نقل عن (إقبال الأعمال) ولم ينقل التتمة كل ما يمكن قوله أنه نقل من إحدى النسخ الفاقدة للتتمة لا أنها فاقدة للاعتبار ، ومن الغريب أن يجعل المستشكل عدم نقل الشيخ الكفعمي أو غيره للتتمة دليلا على وضعها أو من شواهد التحقيق على ذلك ، والحال أن النقل كان من كتاب (مصباح الزائر) الفاقد للتتمة.
وقد يأتي من يُصور صفحات من مخطوط (مصباح الزائر) والكتب التي نقلت عنه ، أو يصور صفحات من نسخة الإقبال الفاقدة للتتمة ، ويجعلها من التحقيق والدليل على فقدان التتمة ، وهذا أشبه ما يكون بالتغرير من التحقيق ، وذلك لأن فقدان مصباح الزائر وإحدى نسخ الإقبال للتتمة لا خلاف فيه والكل يقر به ، والكلام في إثبات التتمة لم يكن من خلال مصباح الزائر ولا من خلال نسخة الإقبال الفاقدة لها ، وإنما من خلال النسخة الأخرى وهذا أمر واضح ولكن تصوير صفحات المصباح ونسخة الإقبال الفاقدة (للتتمة) يحسبها من لا خبرة له من التحقيق والدليل على وضع التتمة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) البلد الأمين،ص352.