مخاض المعرفة في تتمة دعاء عرفة

$0.00

(التحميلات - 48)

التصنيف:

الوصف

عندما نتحدث عن دعاء عرفة للإمام الحسين عليه السلام لا نتحدث عن دعاء يمثل الالتجاء والخضوع إلى الله عز وجل ، أو أن فيه معاني معرفية جلية القدر فحسب ، وإنما إذا أردنا أن نُطلع شخصاً على ما للأئمة عليهم السلام من بلاغة وحسن مقال نقول له انظر إلى دعاء عرفة ، وإذا ما أردنا أن نُعرِّف أحداً على الإمام الحسين نقول له يكفيك أن تقرأ دعاء عرفة وحينها تعرف أنه سليل سيد الأنبياء ومن صفوة خير الأوصياء . وبكل تأكيد أقصد (دعاء عرفة) على نحو المثال لا الحصر ، لأن ما روي عن أهل البيت عليهم السلام في المأثور من الأدعية والزيارات والخطب والمناظرات وقصار الحكم كله على هذا المنوال في المعاني الجليلة والبيانات الرفيعة.

إن (مخاض المعرفة في تتمة دعاء عرفة) يتضمن ما أُثير حول تتمة دعاء عرفة المروي عن الإمام الحسين عليه السلام ، وما له من صلة وحيثيات في ذات الموضوع . وهو بمنزلة دورة تطبيقية مختصرة في تحقيق التراث ، وكيفية التعامل إزاء ما أُسند إلى بعضه من إثارات وإشكالات ، ووضعها فيما يناسبها وقيمتها المعرفية ؛ إذ لا بد من وضع الاحتمالات وكل إثارة فيما يناسبها ، وعدم التجاوز فيها لقيمتها المعرفية ثم الذهاب بمقدمات يسيرة إلى نتائج كبيرة لا تناسب ومقدماتها ، كما لا يمكن طرح الاحتمالات والتساؤلات على نحو التجديد وبحوث التحقيق ، لأن مثل هذا النحو من الطرح يمثل النتائج التي لا تسعفها المقدمات ، أو قل النتيجة والمدعى أعم من المقدمات ، ونحو ذلك مما يدل على قصر المقدمات عن نتائجها.

وقد عقدتُ البحث في تتمة الدعاء ليس لأجل النظر والتحقيق في التتمة دون غيرها ، وإن كانت بمكانة من الأهمية ـــ لأن التتمة تناسب الدعاء وذات قيمة معرفية ليس من الصحيح التفريط بها وعدها من إنشاءات الصوفية، ومن جهة أخرى عدها من إنشاء القوم يرفع من قدرهم الذي هو أدنى بكثير عن الإتيان بمثلها ـــ وإنما أصبو أيضاً ليكون ميداناً علمياً في كيفية النظر والتعامل مع التراث ، وما فيه من أمور كانت محل جدل وتفاوت الآراء.

هشام كاظم

                                                                                                                         النجف الأشرف 1446هـ

 

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “مخاض المعرفة في تتمة دعاء عرفة”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *