(39) س : هل يمكن الاستدلال على صحة العرفان الصوفي بما روي عن الإمام السجاد
(39) س : هل يمكن الاستدلال على صحة العرفان الصوفي وما فيه من مكاشفات بما روي عن الإمام السجاد عليه السلام في مناجاة العارفين : (وفي رياض القرب والمكاشفة يرتعون)([1])
ج : إن مفردة المكاشفة كانت من استعمالات العرب ، ورويت في تراث أهل البيت عليهم السلام . ولكن شاع استعمالها فيما بعد عند الصوفية وعدت من مصطلحاتهم.وهذا لا يعني أنها من مختصاتهم ، أو أنهم يقصدون منها ذات الاستعمال في لغة العرب
إن الله تعالى قد يري بعض المؤمنين شيئاً من الحقائق وهذا لا يعني صحة ما يدعيه أصحاب العرفان الصوفي . وبعبارة أخرى لا ملازمة بين ذلك وصحة طريقهم وما يدعونه.
ومعنى (المكاشفة) في المناجاة توضحها الفقرات اللاحقة حيث جاء فيها : (قد كشف الغطاء عن أبصارهم ، وانجلت ظلمة الريب عن عقائدهم وضمائرهم ، وانتفت مخالجة الشك عن قلوبهم وسرائرهم ، وانشرحت بتحقيق المعرفة صدورهم).
ومادة : (كشف) لها استعمالات كثيرة في اللغة ، يقول الجوهري : (كشفت الشيء فانكشف وتكشف . يقال : تكشف البرق ، إذا ملا السماء . وكاشفه بالعداوة ، أي بادأه بها . ويقال : (لو تكاشفتم ما تدافنتم) ، أي لو انكشف عيب بعضكم لبعض . والكشوف : الناقة التي يضربها الفحل وهي حامل . وقد كشفت الناقة كشافا . وقال الأصمعي : فإن حمل عليها الفحل سنتين متواليتين فذلك الكشاف ، والناقة كشوف . قال زهير : وتلقح كشافا ثم تنتج فتفطم . وأكشف القوم ، أي كشفت إبلهم . والكشف بالتحريك : انقلاب من قصاص الناصية كأنها دائرة ، وهي شعيرات تنبت صعدا ، والرجل أكشف ، وذلك الموضع كشفة . والكشف في الخيل : التواء في عسيب الذنب . والأكشف : الرجل الذي لا ترس معه في الحرب)([2]).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) في نسخة : (يتنعمون) .
[2] ) الصحاح،ج4،ص1421.