هل توجد علاقة ما بين الصفات الذاتية والفعلية ؟

 

 هل توجد علاقة ما بين الصفات الذاتية والفعلية ؟

ج : روي في أصول الكافي أن العلم متقدم على المشيئة ، والمشيئة متقدمة على الإرادة : عن معلى بن محمد قال : سئل العالم عليه السلام كيف علم الله ؟

قال : علم وشاء وأراد وقدر وقضى وأمضى ، فأمضى ما قضى ، وقضى ما قدر ، وقدر ما أراد ، فبعلمه كانت المشيئة ، وبمشيئته كانت الإرادة ، وبإرادته كان التقدير ، وبتقديره كان القضاء ، وبقضائه كان الإمضاء ، والعلم متقدم على المشيئة ، والمشيئة ثانية ، والإرادة ثالثة ، والتقدير واقع على القضاء بالإمضاء …([1])والخبر طويل جاء فيه بيان العلاقة ما بين العلم والمشيئة والإرادة

والإرادة والمشيئة كلاهما من الصفات الفعلية كما روي عن الإمام الرضا عليه السلام : (المشية والإرادة من صفات الأفعال ، فمن زعم أن الله تعالى لم يزل مريدا شائيا فليس بموحد)([2]).

أي من زعم أن الإرادة والمشيئة ملازمتان للذات (من الصفات الذاتية).

وروي عن الإمام الصادق عليه السلام في توحيد الصدوق أن الله خلق الأشياء بالمشيئة : (خلق الله المشية قبل الأشياء ، ثم خلق الأشياء بالمشية)([3]).

وعنه عليه السلام : (خلق الله المشيئة بنفسها ثم خلق الأشياء بالمشيئة)([4]).

وبعضهم حصل لديه اشتباه وعدَّ الإرادة من الصفات الذاتية لأنها ترجع إلى المشيئة والمشيئة هي  العلم مع أنه روي في أصول الكافي العلم ليس هو المشيئة: عن بكير بن أعين قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : علم الله ومشيئته هما مختلفان أو متفقان ؟ فقال : العلم ليس هو المشيئة ألا ترى أنك تقول : سأفعل كذا إن شاء الله ولا تقول : سأفعل كذا إن علم الله فقولك إن شاء الله دليل على أنه لم يشأ فإذا شاء كان الذي شاء كما شاء وعلم الله السابق للمشيئة.

و الأسماء والصفات هي ألفاظ للدلالة على الذات فقد روي في أصول الكافي عن الإمام الجواد في حديت عن الأسماء والصفات قال عليه السلام : (خلقها وسيلة بينه وبين خلقه ، يتضرعون بها إليه ويعبدونه وهي ذكره…والأسماء والصفات مخلوقات، والمعاني والمعني بها هو الله)([5]) إذ المراد من خلق الأسماء والصفات الألفاظ الدالة على الذات كما جاء في حاشية رفيع الدين النائيني (ت:1082هـ)  : قوله عليه السلام : (والأسماء والصفات مخلوقات) . المراد بالأسماء والصفات الألفاظ والحروف الدالة على ما وضعت له)([6]).

ولم تتطرق الأخبار للعلاقة فيما بين الصفات الذاتية والفعلية ــ في حدود اطلاعي ــ غير ما روي ما بين العلم والمشيئة والإرادة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] ) أصول الكافي،ج1،ص148.

[2] ) التوحيد،ص338.

[3] ) التوحيد،ص339.

[4] ) أصول الكافي،ج1،ص110.

[5] ) أصول الكافي،ج1،ص116.

[6] ) الحاشية على أصول الكافي،ص392.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.