س : هل تردد زرارة بن أعين في إمامة الإمام الكاظم (عليه السلام)؟
س : هل تردد زرارة بن أعين في إمامة الإمام الكاظم (عليه السلام)؟
ج : توجد رواية استظهر منها بعض المخالفين وأصحاب الشبهات أن زرارة كان شاكاً في إمامة الإمام الكاظم (عليه السلام) فقد روى الكشي : (بعث زرارة عبيداً ابنه يسأل عن خبر أبي الحسن (عليه السلام)([1]) فجاءه الموت قبل رجوع عبيد إليه))([2])
وهذه الروايات لا يمكن الركون إليها لوقوع الضعاف والمجاهيل فيها ، فهي مخدوشة من حيث السند ، وأما دلالةً فهي لا تدل على أنه لم يكن عارفاً بإمامة الإمام الكاظم ، ولا يوجد فيها ما يدل على هذا المعنى بشكل صريح أو ظاهر ، كما أن الشيخ الصدوق روى خبرا صحيحاً يوضح المراد من ذلك الخبر : عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال : حدثنا على ابن إبراهيم بن هاشم قال : حدثني محمد بن عيسى بن عبيد ، عن إبراهيم بن محمد الهمداني رضي الله عنه قال : قلت للرضا (عليه السلام) يابن رسول اللّه أخبرني عن زرارة هل كان يعرف حق أبيك؟
فقال (عليه السلام) : نعم
فقلت له فلم بعث ابنه عبيداً ليتعرف الخبر إلى من أوصى الصادق جعفر بن محمد؟
فقال : إن زرارة كان يعرف أمر أبي ونصّ أبيه عليه ، وإنما بعث ابنه ليتعرف من أبي هل يجوز له أن يرفع التقية في إظهار أمره ونصّ أبيه عليه؟ وأنه لما أبطأ عنه ابنه طولب بإظهار قوله في أبي عليه السلام، فلم يحب أن يقدم على ذلك دون أمره فرفع المصحف وقال : (اللهم إن إمامي من أثبت هذا المصحف إمامته من ولد جعفر بن محمد عليه السلام)([3]).
فهذا الخبر يبين ويوضح عدم البوح بإمامة الإمام الكاظم (عليه السلام) من قِبل زرارة لعدم الأذن بالبوح بها وليس جهلاً بإمامته (عليه السلام)
إن عدم معرفة زرارة وبعض أصحاب الإمام الصادق بإمامة الإمام الكاظم (عليه السلام) من شبه الزيدية وقد ردها الشيخ الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة : (إن هذا كله غرور من القول وزخرف، وذلك أنا لم ندع أن جميع الشيعة عرف في ذلك العصر الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) بأسمائهم وإنما قلنا : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخبر أن الأئمة بعده الاثنا عشر، الذين هم خلفاؤه وأن علماء الشيعة قد رووا هذا الحديث بأسمائهم ولا ينكر أن يكون فيهم واحدا أو اثنان أو أكثر لم يسمعوا بالحديث)([4]).
إن الشيخ الصدوق يرمي بقوله هذا إلى أن إمامة الإمام الكاظم (عليه السلام) معينةٌ ومنصوصٌ عليها من خلال النصوص العامة التي تقول أن الأئمة (عليهم السلام) من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) هم الاثنا عشر وقد وردت هذه الروايات في مصادر الفريقين وبألفاظ مختلفة فقد جاءت بلفظ (الأئمة) و (الخلفاء) و ((الأوصياء)) و (الوزراء) و (الأمراء) ولا يخفى أن بعض تلك النصوص مصرح فيها بأسماء الأئمة (صلوات الله وسلامه عليهم).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) أي الإمام الكاظم (عليه السلام).
[2] ) رجال الكشي (اختيار معرفة الرجال)،ص254.
[3] ) كمال الدين وتمام النعمة ص76.
[4] ) كمال الدين وتمام النعمة ص75.