(64) س : هل يوجد محذور في القول بأن العرفان لا نقبل كل ما فيه ولا نفرض...
(64) س : هل يوجد محذور في القول بأن العرفان لا نقبل كل ما فيه ولا نفرض كل ما فيه ؟
ج : هذا القول يبدو مقبولاً وصحيحاً للوهلة الأولى ولكن توجد عليه عدة مؤاخذات أو ملاحظات لا بد من أخذها بنظر الاعتبار:
الأولى : ليست المعضلة في النظرة الواقعية للعرفان الصوفي وما صُنف فيه وانتهى الأمر إذ لا يوجد توجه منحرف يخلو من حق ، وهذا هو شأن الفرق الضالة يوجد فيها الحق والباطل ولا قائل بأن الفرق المنحرفة كل ما لديها هو باطل ولا حق فيها ، وعلى هذا القول بأن فيه حق وباطل لم ينقض قولاً ولم يأتي بشيء بجديد سوى الظهور بمظهر الحياد في غير محله.
الثانية :
جعل هذا المسلك كغيره من الأمور التي لا تخلو من الخطأ والانحراف نظرة فيها تهاون وتساهل إزاء هكذا مسلك خطير . بل من الترغيب فيه والدعوة إليه ولكن بصورة غير مباشرة إذ القول فيه أمور صحيح هذا بحد ذاته مرغب ويمهد الطريق نحوه.
الثالثة :
إن الموقف الصحيح اتجاه هكذا مسالك هو التحذير منها واتخاذ موقف الند ، كما فعل الأئمة عليهم السلام حيال الفرق الضالة والصوفية على نحو الخصوص ، وليس الأمر مما يتخذ وسيلة للتمظهر بالموضوعية والحياد والإنصاف .